كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ".
(يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة): يُخَرِّب - بضم الياء وفتح الخاء المعجمة وتشديد الراء وكسرها -؛ من التخريب.
والسويقتين: تثنية سُوَيْقَة، وهي تصغير ساق، والساقُ مؤنثة، ولذلك ألحق بها الهاء في التصغير، وفي سيقان الحبشة دقة (¬1)، فلذلك صغرها (¬2).
وإنما أدخلَ (¬3) هذا الخبرَ تحت هذه الترجمة؛ ليبين أن الأمر المذكور مخصوصٌ بالزمن الذي شاء الله فيه الأمان، إذا شاء رفعه عند خروج ذي السويقتين، ثم إذا شاء أعاده.
قال ابن المنير: وهذا يدل على أن البخاري -رحمه الله - سبقَ إلى فهمه ما تأولنا عليه الآيةَ من حملها على الأمان المخصوص (¬4) الغالب الذي لا ينافيه وجود خلافه في النادر (¬5)، وقد تقدم قريباً.
* * *
¬__________
(¬1) في "ع": "وفي سمعان الحبشة دفه".
(¬2) انظر: "التنقيح" (1/ 391).
(¬3) في "ع": "دخل".
(¬4) في "ع": "على الإمام والمخصوص".
(¬5) في "ع": "في النار".

الصفحة 121