كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

فَعَرِّفْهَا، وَإِنْ كَانَتْ مِنَ الْعَدُوِّ، فَفِيها الْخُمُسُ. وَقَالَ بَعضُ النَّاسِ: الْمَعدِنُ رِكَازٌ مِثْلُ دِفْنِ الْجَاهِلِيَّةِ؛ لأَنَّهُ يُقَالُ: أَركَزَ الْمَعدِنُ: إِذَا خَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ. قِيلَ لَهُ: قَدْ يُقَالُ لِمَنْ وُهِبَ لَهُ شَيْءٌ، أَوْ رَبحَ رِبْحاً كَثِيراً، أَوْ كثُرَ ثَمَرُهُ: أَركَزْتَ. ثُمَّ نَاقَضَ، وَقَالَ: لَا بَأْسَ أَنْ يَكْتُمَهُ، فَلاَ يُؤَدِّيَ الْخُمُسَ.
(قال مالك وابن إدريس): قال الزركشي: هو الشافعي (¬1) (¬2).
قلت: في "شرح السفاقسي": قال أبو ذر: يقال: إن ابن إدريس الشافعي، وقيل: عبد الله بن إدريس الأودي (¬3)، وهو أشبه، وهو كوفي (¬4).
(الركاز (¬5) دِفْن الجاهلية): قال الزركشي: بكسر الدال وسكون الفاء: الشيء المدفون، وهو دفين ومدفون، وفِعلٌ (¬6) يجيء بمعنى المفعول؛ كالذّبْح والطّعن، وأما بفتحها، فهو المصدر، وليس هو المراد هنا (¬7).
قلت: بل يصح الفتح على أن يكون مصدراً أُريد به المفعول؛ مثل: الدرهمُ ضَربُ الأمير، وهذا الثوبُ نسجُ اليمن.
(وقال بعض الناس): يريد: أبا حنيفة رضي الله عنه.
¬__________
(¬1) في "ج" زيادة: "رحمه الله".
(¬2) انظر: "التنقيح" (1/ 367).
(¬3) في "م" و"ع": "الأزدي".
(¬4) انظر: "التوضيح" (10/ 603).
(¬5) في "ن": "في الركاز".
(¬6) في "ع": "وفعيل".
(¬7) انظر: "التنقيح" (1/ 367).

الصفحة 13