كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)
ورود "مِنْ" للانتهاء (¬1)؛ نحو: تقربت منك؛ أي: إليك.
وقد صرح في "التسهيل": بأن من (¬2) جملة معاني "من": الانتهاء (¬3).
(حتى إن كان يعطي عن بَنِيَّ): هذا من كلام نافع، و"إن" فيه هي (¬4) المخففة من الثقيلة.
فإن قلت: فأين اللام الفارقة بينهما وبين النافية؛ كقوله تعالى: {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً} [البقرة: 143]؟
قلت: إذا دلَّ على قصد الإثبات، جاز تركها؛ كقوله:
إِنْ كُنْتُ قَاضِيَ نَحْبِي يَوْمَ بَيْنِكُمُ. . . لَوْ لَمْ تَمُنُّوا بِوَعْدٍ غَيْرِ تَوْدِيعِ (¬5)
إذ المعنى فيه لا يستقيم إلا على إرادة الإثبات، والدليلُ في الحديث موجود؛ لأنه قال: وكان ابنُ عمر يعطي عن الصغير والكبير، وعناه بقوله: "حتى إنْ كان يعطي عن بني"، ولا تتأتى الغايةُ فيه (¬6) مع قصد النفي أصلًا، فتأمل.
* * *
¬__________
(¬1) في"ن" و"ج": "من الانتهاء".
(¬2) "من" ليست في "ج".
(¬3) انظر: "التسهيل مع شرحه" لابن مالك (3/ 130).
(¬4) "هي" ليست في "ن" و"ج".
(¬5) انظر: "مغني اللبيب" لابن هشام (ص: 305 - 306).
(¬6) "فيه" ليست في "ع".
الصفحة 26
490