كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)
وأما الثاني: فبأنه لم يعسر على الفقيه الحكمُ عليه (¬1) بالثبوت والنفي، والصحة والفساد، ولازمهُ إدراكُ فضله، أو خاصته كذلك؛ يعني: - رحمه الله -: من غير عسر.
ثم قال: ويمكن رسمه بأنه (¬2) عبادةٌ يلزمُها وقوفٌ بعرفةَ ليلةَ عاشرِ ذي الحجة.
ويمكن - أيضا - حَدُّه بأن يزاد على ما تقدم شيءٌ آخر، فتقول: عبادةٌ يلزمُها وقوفٌ بعرفةَ ليلةَ عاشرِ ذي الحجة، وطوافُ ذي طهرِ اختصَّ بالبيت عن يساره سبعًا بعدَ [فجرِ يوم النحر، والسعيُ من الصفا للمروة، ومنها إليها سبعًا، وبعدَ] (¬3) طوافٍ كذلك لا يقيد وقته بإحرام في الجميع (¬4).
* * *
باب: وُجُوبِ الْحَجِّ وَفَضْلِهِ
{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97].
(وقول الله (¬5) - عز وجل -: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]: قال ابن هشام: زعم ابن السِّيد: أن "مَنْ" فاعلٌ بالمصدر (¬6)، ويردُّه أن المعنى حينئذٍ: ولله على الناس أن يحج المستطيع،
¬__________
(¬1) في "ن": "وعليه".
(¬2) في "ن": "بأنها".
(¬3) ما بين معكوفتين سقط من "ج".
(¬4) نقله الحطاب في "مواهب الجليل" (2/ 470).
(¬5) "وقول الله" كذا في رواية أبي ذر الهروي، وليست في نسخة اليونينية.
(¬6) في "ج": "بالمصدرية".
الصفحة 30
490