كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

فيلزم تأثيم (¬1) جميع الناس إذا تخلف المستطيع (¬2).
قلت: بناه على أن الألف واللام لاستغراق الجنس، وهو ممنوع؛ لجواز كونها للعهد الذِّكْرِي، والمرادُ حينئذٍ بالناس: من جرى ذكرُه، وهم المستطيعون، [وذلك لأن {حِجُّ الْبَيْتِ} [آل عمران: 97] والخبر قوله: للهِ على الناس، والمبتدأ (¬3) تقدم على الخبر رتبةً، وإن تأخر لفظًا، فإذا قدمت المبتدأ وما هو من متعلقاته، كان التقدير: حجُّ البيتِ المستطيعون] (¬4) حق ثابت لله على الناس؛ أي: هؤلاء المذكورين.
ويدل عليه: أنك لو أتيت بالضمير [في هذا التركيب، لصحَّ؛ أي: حقٌّ ثابتٌ لله عليهم، فقد سدَّ الضمير] (¬5) مسدَّ أل ومصحوبها، وهو علامة الأداة التي للعهد الذكري، بل جعلُها كذلك مقدَّمٌ على جعلها للعموم، فقد صرح كثيرون بأنه إذا احتمل كونُ أل (¬6) للعهد، وكونهُا لغيره؛ كالجنس، أو (¬7) العموم، فإنها نحملها على العهد؛ للقرينة المرشدة إليه، وجمهورُ المعربين: على أن (¬8) {مَنِ اسْتَطَاعَ} [آل عمران: 97] في محل جر على أنه بدلُ
¬__________
(¬1) في "ج": "إثم".
(¬2) انظر: "مغني اللبيب" (ص: 694).
(¬3) في "ع": "أو مبتدأ".
(¬4) ما بين معكوفتين سقط من "ن".
(¬5) ما بين معكوفتين سقط من "ج".
(¬6) في "ن": "كون أن اللام".
(¬7) في "ج": " و".
(¬8) "أن" ليست في "ن".

الصفحة 31