كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

حِمَارينِ، دِرْهَمَيْنِ (¬1).
(ما على من دُعي من تلك الأبواب): قال ابن المنير: يريد: من أحد تلك الأبواب خاصة دون غيره من الأبواب، فيكون أطلق (¬2) الجمع (¬3)، وأراد الواحد، ولو أراد الجمع، لاختل تعيينهم تقسيم الكلام؛ لأنه قال: فهل يدعى من تلك كلها؟ فيؤخذ منه دليل على صحة الفعل بجواز تخصيص الجمع إلى الواحد.
قلت: لا دليل فيه (¬4)؛ لاحتمال أن يكون من مجاز الحذف؛ أي: من بعض تلك الأبواب، وحذف لدلالة التقسيم عليه، فلم يطلق الأبواب مريدًا بها الواحدَ، ثم ليس المراد خصوصية الواحد، وإنما المراد البعض (¬5) أعم من أن يكون واحدًا أو (¬6) غيره.
ثم سأل ابن المنير عن وجه سؤال أبي بكر -رضي الله عنه - عمن يُدعى من الأبواب كلها، [مع أنه يلزم من عدم الضرر في حق من دُعي من واحد منها، عدمُ] (¬7) الضرر في حق من دُعي منها كلها؛ [لأنه (¬8) أشرف حالًا.
¬__________
(¬1) "درهمين" ليست في "ع"، وانظر: "التنقيح" (2/ 438).
(¬2) في "ع" و "ج": "إطلاق".
(¬3) في "م": "الجميع".
(¬4) "فيه" ليست في "ج".
(¬5) في "ع": "لبعض".
(¬6) في "ع": " و".
(¬7) ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(¬8) في "ع": "لأنها".

الصفحة 321