كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

وأجاب: بأنه -رضي الله عنه - إنما سأل سؤال] (¬1) الاستنطاق والتفويض لنفسه؛ لأنه علم أنه قائم بحق هذه الوظائف كلِّها، ولهذا قال -عليه السلام-: "أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ"، وجاء الإكرامُ بكثرة مواضعِ الإذن، وابتدارِ البوابين إلى الاستدعاء، واغتباطِ كلٍّ منهم بأن يكون قائمًا بوظيفة (¬2) الإكرام، على عادة شيعة الملوك في الدنيا إذا فهموا نفس الملك في إكرام بعض خاصته (¬3)، وانفراد بعض الأبواب بالامتياز؛ كانفراد باب السر للملك وخواصه، فيكون الدخولُ منه علامةً على المكانة عنده، والله أعلم.

باب: هَلْ يُقَالُ: رَمَضَانُ، أَوْ شَهْرُ رَمَضَانَ؟ وَمَنْ رَأَى كُلَّهُ وَاسِعًا
(باب: هل يقول (¬4): رمضان، أو شهر رمضان؟): صرح الزمخشري بأن مجموع المضاف والمضاف إليه في قولك شهر رمضان هو العَلَم.
قال التفتازاني: وإلا، لم يحسن إضافة شهر إليه، كما لا يحسن: إنسان زيد.
قلت: الشهر عند إضافته (¬5) إلى عَلَم الثلاثين يومًا يخرج عن كونه اسمًا
¬__________
(¬1) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(¬2) في "ج": "بوظيفته".
(¬3) في "ع": "خاصيته".
(¬4) في البخاري: "يقال".
(¬5) في "ع": "إضافة".

الصفحة 322