كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)
قلت: إن لم يحمل هذا على سبق (¬1) القلم من المصنف، أو الغلط من الناسخ، فهو عجيب؛ إذ (¬2) ليس فيه وزنُ الفعل المعتبرُ عندهم، ولو قيل: بأنه (¬3) على وزن دحرجَ؛ للزم منعُ صرفِ جَعْفَرٍ، وهو باطل بالإجماع.
* * *
باب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج: 27، 28]
(باب: قول الله - عز وجل -: {يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ} [لحج: 27 - 28]: قال ابن المنير: أراد بهذه الترجمة: التنبيهَ على أن الحج من شعائره الراحلة تقريبًا؛ لقول من شرط في الاستطاعة "الزادَ (¬4) والراحلةَ".
فكأنه لما خشي أن يُضَجِّعَ أحدٌ في اعتبار الراحلة، ويحتجَّ بقوله تعالى: {يَأْتُوكَ رِجَالًا} [الحج: 27] بيَّنَ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما حجَّ على راحلته.
قلت: التضجيع في اعتبار الراحلة شرطًا (¬5) في الاستطاعة متوجِّهٌ، وليس في حجه -عليه السلام- على الراحلة ما يقتضي شرطيتَها في الاستطاعة أصلًا، والآية ظاهرة لمن (¬6) لم يشترط الراحلة.
¬__________
(¬1) في "ن": "ما سبق".
(¬2) في "ج": "أو".
(¬3) في "ن": "أنه".
(¬4) في "ن": "في الزاد".
(¬5) في "ع": "شرط".
(¬6) في "ن": "من".
الصفحة 34
490