كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

- رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -: أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ، أفلاَ نُجَاهِدُ؟ قَالَ: "لَا، لَكُنَّ أَفْضَلُ الْجهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ".
(نُرى الجهاد): بضم النون، ويروى بفتحها.
(قال: لكُنَّ أفضلُ الجهادِ حجٌّ مبرور): لَكُنَّ - بضم الكاف وتشديد النون - واللام حرف جر دخل على ضمير المخاطبات، هذه (¬1) رواية أبي ذر.
قال (¬2) الزركشي: والوجهُ حينئذٍ: رفعُ "أفضلُ" على أنه مبتدأ خبره "حج مبرور" (¬3).
قلت: ما صنعه الزركشي ها (¬4) هنا من الطراز الأول، وكأنه ظن أن (¬5) "لَكُنَّ" ظرفُ لغو متعلق بأفضل؛ أي: أفضلُ الجهادِ لَكُنَّ (¬6) حج مبرور، [والضمير المحذوف عائد إلى أفضل الجهاد، ومبرور صفة لحج على كل تقدير.
ويروى: "لَكِنْ" - بإسكان النونْ -، فأفضلُ مرفوع على أنه مبتدأ خبرُه حجٌّ مبرور] (¬7)، و (¬8) المانع من ذلك قائم، فالصواب: أن الخبر قوله: لكن،
¬__________
(¬1) في "ج": "من هذه".
(¬2) في "ج": "وقال".
(¬3) انظر: "التنقيح" (1/ 371).
(¬4) "ها" ليست في "ن" و "ج".
(¬5) "أن" ليست في "ج".
(¬6) في "ج": "ولكن".
(¬7) ما بين معكوفتين سقط من "ن" و"ج".
(¬8) " و" ليست في "ع".

الصفحة 39