كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

حَظًّا، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَظًّا". قَالَ: إِنِّي لأَقْوَى لِذَلِكَ، قَالَ: "فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -". قَالَ: وَكيْفَ؟. قَالَ: "كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلاَ يَفِرُّ إِذَا لاَقَى". قَالَ: مَنْ لِي بِهَذ يَا نبَيَّ اللهِ؟ قَالَ عَطَاءٌ: لَا أَدْرِي كيْفَ ذَكرَ صِيَامَ الأَبَدِ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا صَامَ مَن صَامَ الأَبَدَ"، مَرَّتَيْنِ.
(أَسْرُدُ الصومَ): أي: دائمًا.
(قال: مَنْ لي بهذه): أي: من (¬1) يتكفل لي بهذه الخصلة؟
(لا صام مَنْ صام الأبدَ (¬2)): هذا دعاء، وإلاَّ وجبَ تكرارُ "لا".
وأما قوله -عليه السلام- في حديث المرأة التي صامت حتى ماتت (¬3): "لا صَامَتْ وَلا أَفْطَرَتْ" (¬4)، فالظاهرُ أنه خبرٌ لا دعاء، وما يدعى على الميت بأن لا يصوم، وإنما معناه: لا هي حَصَّلَتْ مقصودَ الصوم من الأجر، ولا هي حصلت مقصودَ الفطر من الرخصة والتوسعة؛ كقوله: "فَإِنَّ المُنْبَتَّ لا أَرْضًا قَطَعَ، وَلا ظَهْرًا أَبْقَى" (¬5).
¬__________
(¬1) "من" ليست في "ج".
(¬2) في "ع" و "ج": "الدهر".
(¬3) "حتى ماتت" ليست في "ع".
(¬4) رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (20571)، عن أبي قلابة، مرسلًا.
(¬5) رواه البيهقي في "سننه" (3/ 18)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1147) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وإسناده ضعيف.

الصفحة 391