كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)
وأما حج مبرور، فهو خبر (¬1) مبتدأ محذوف؛ أي: هو حج مبرور، ويروى بتشديد نون "لَكِنَّ" وكسر الكاف، فأفضل منصوبٌ على أنه اسمها.
قال المهلب: وهذا بَيَّنَ أن قولَه تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33] ليس على الفرض لملازمة البيوت كما زعمَ من أرادَ تنقُّصَ عائشة -رضي الله عنها - في خروجها إلى العراق (¬2) للإصلاح بين المسلمين.
* * *
899 - (1521) - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ حَجَّ لِلَّهِ، فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ".
(سيار): بسين مهملة مفتوحة فمثناة (¬3) من تحت مشددة.
(فلم يرفثْ): بفتح الفاء وضمها؛ لأنه يقال: رَفَثَ، بكسر الفاء وفتحها.
قال (¬4) الأزهري: الرَّفَثُ: كلمةٌ جامعة لكل ما يريده (¬5) الرجلُ من المرأة (¬6).
¬__________
(¬1) في "ن": "وأما حج، فبدل، أو خبر"، وفي "ج": "أو خبر".
(¬2) في "ج": "العروق".
(¬3) في "ن": "ومثناة".
(¬4) في "ج": "فقال".
(¬5) في "ج": "يريد".
(¬6) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (15/ 58)، (مادة: رفث). وانظر: "التنقيح" (1/ 372).
الصفحة 40
490