كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

قائمة إلى أماكنها؛ إذ لو كان ذلك حقًا، لم يخفَ عن بصر من يقوم ليالي السنة كلها، فكيف ليالي شهر رمضان؟!
قال ابن المنير: لا يُطلق القولُ بكذب من ادعى ذلك، بل يجوز أن يكون كرامةً يكرم الله بها مَنْ يشاء من عباده، ويكون - أيضًا - علامةً لهم على (¬1) ليلة القدر؛ فإنه - عليه الصلاة والسلام - لم يحصر العلامة، ولم ينف الكرامة، ومما (¬2) يدل على عدم انحصار العلامة التي كانت نزولَ المطر في ذلك العام: نحن نعلم أن كثيرًا من الرمضانات انقضى دون مطر، مع عدم خلوه من ليلة القدر، وعلى (¬3) كل (¬4) تقدير، فلا ينبغي أن يعتقد أن ليلة القدر لا ينال فضلَها إلا (¬5) من رأى الخوارق؛ كسجود الجدرات (¬6)، وخضوع الأشجار، بل يعتقد أن فضل الله واسع (¬7)، ورُبَّ قائمٍ تلكَ الليلةَ لم يحصل منها إلا على العبادات (¬8)، ولم ير شيئًا من الكرامة، وهو عند الله أفضلُ ممن رآها، وأي كرامة أفضل من الاستقامة التي هي عبارة عن امتناع السِّنَة، وإخلاص النية، والصبر على العبادة (¬9)، وتخليصها من الشبهات والشهوات،
¬__________
(¬1) في "ج": "في".
(¬2) في "ج": "وما".
(¬3) في "ج": "على".
(¬4) "كل" ليست في "ج".
(¬5) في "ع": إلى".
(¬6) و"ج": "الجدارات".
(¬7) في "ج": "أوسع".
(¬8) في "ج": "العبادة".
(¬9) في "ع": العبادات.

الصفحة 419