كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَحُجُّونَ وَلاَ يَتَزَوَّدُونَ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ، فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ، سَأَلُوا النَّاسَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]. رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، مُرْسَلًا.
(شبابة): بشين معجمة مفتوحة فباء موحدة مخففة.
(كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكِّلون، فإذا قدموا مكة): ويروى: "بالمدينة".
(فأنزل الله: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]: سأل ابن المنير عن كيفية انطباق الآية على السبب الذي نزلت من أجله، والقومُ قد تركوا الزادَ بالأصالة، ولم يختاروا زادًا غيرَ التقوى؛ كالطعام والشراب؟ وأجاب: بأنهم قدَّروا (¬1) أنفسهم متزودين بالتوكل (¬2) على الله بترك استصحاب (¬3) الزاد، فقيل لهم: إذا أردتم (¬4)، تزودوا بالأعمال (¬5)، فخيرُها (¬6) التقوى، والخوفُ على قلوب (¬7) عباد الله من الأذى، فبهذا تنطبق الآية على السبب.
¬__________
(¬1) في "ع": "قد أروا".
(¬2) في "ن" و"ج": " التوكل".
(¬3) في "ج": "الاستصحاب".
(¬4) في "ج": "ازددتم".
(¬5) في "ن": "تزود الأعمال"، وفي "ج": "تزودوا لأعمال".
(¬6) في "ج": "فخيرتها".
(¬7) "قلوب" ليست في "ج".

الصفحة 43