كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)
وقد قال (¬1) ابن مالك: تنازعَ "فتحَ" و"أَتوا"، فأُعمل الثاني، وأُسند الأول إلى ضمير عمر (¬2).
(وهو جَوْرٌ عن طريقنا): أي: مائلٌ عنه، وليس على جادَّتِه.
(فانظروا حَذْوَها): - بذال معجمة -؛ أي: ما يُحاذيها.
(فحدّ لهم ذاتَ عرق): قال ابن المنير: فيه أصلان من أصول الفقه: أحدهما: تسويغ القياس في الحدود؛ خلافًا لمن أنكر ذلك.
قلت: ليس هذا في شيء من الحدود المختلَف في إثبات القياس فيها، فتأمله.
قال: الأصل الثاني: اعتبارُ الأشباه (¬3) الخلقية؛ فإن نسبة (¬4) الميقات إلى ميقات آخر بقياس المسافة لا يلوح فيه معنًى إلا الشبهُ الصوريُّ، وإنما الإشكال في أن (¬5) المواقيت بالنسبة إلى مكة مختلفة، فإذا حددنا مكانًا بالقياس، فهل نلحقه بالأبعد، أو بالأقرب؟ لابد من شبه (¬6) أخصَّ بذلك، وكان عمر -رضي الله عنه - ألحقه بما يليه من المواقيت المنصوصة.
* * *
¬__________
(¬1) في "ن" و"ج": "وقال".
(¬2) انظر: "شواهد التوضيح" (ص: 119). وانظر: "التنقيح" (3/ 373).
(¬3) في "ج": "الإشارة".
(¬4) في "خ": "تشبه".
(¬5) "أن" "ليست في "ن".
(¬6) في "ج": "من تنبيه".
الصفحة 47
490