كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

(وقل عمرة في حجة): قال الخطابي: "في" بمعنى "مع"، فيكون القِران أفضلَ، وهو مذهب الكوفيين (¬1).
ويحتمل أنه (¬2) يريد عمرة مندرجةً (¬3) في حجة؛ أي: عملُ العمرة مندرجٌ (¬4) في عمل الحج، يجزئ لهما طوافٌ واحدٌ وسعيٌ.
ويحتمل أن يريد الإحرامَ بها إذا فرغ من حجه؛ أي: إذا حججت، فقل: لبيكَ بعمرةٍ، وتكون في حجتك التي تحجُّ فيها، ويؤيده رواية البخاري في كتاب: الاعتصام: "وَقُلْ عُمْرَة وَحَجَّة" (¬5)، ففصل بينهما بالواو، هكذا (¬6) قيل (¬7).
قال الزركشي: والوجهُ: الرفعُ؛ يعني: رفعَ "عمرةٌ"، قال: ويجوز النصب على حكاية (¬8) اللفظ؛ أي: قل (¬9) جعلتُها عمرةً (¬10).
قلت: إذا كان هذا هو (¬11) التقدير، فعمرةً منصوب بـ: جعلَ، والكلامُ بأسره محكيٌّ بالقول، لا شيء من أجزائه من حيث هو جزء، ولعله يشير
¬__________
(¬1) انظر: "أعلام الحديث" (2/ 838). وانظر: "التوضيح" (11/ 83).
(¬2) في "ن" و "ج": "أن".
(¬3) في "ج": "مدرجة".
(¬4) في "ج": " مندرجة".
(¬5) رواه البخاري (7343).
(¬6) في "ع": "وهكذا".
(¬7) انظر: "التوضيح" (11/ 83).
(¬8) في "ن": "مكانة".
(¬9) في "ع": "قد".
(¬10) انظر: "التنقيح" (1/ 374).
(¬11) "هو" ليست في "ج".

الصفحة 49