كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

للمفعول -، والنائب عن الفاعل ضمير يعود على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أي: جُعل الثوبُ له كالظُّلَّة يستظلُّ به.
(وهو يغِطُّ): - بغين معجمة مكسورة وطاء مهملة مشددة - من الغطيط؛ كغطيط النائم.
(ثم سُرِّي عنه): - بسين مهملة مضمومة وراء مشددة -؛ أي: كُشف عنه شيئًا بعد شيء.
وروي بتخفيف الراء؛ أي (¬1): كُشف عنه ما يتغشاه من ثقل الوحي؛ يقال: سَرَرْتُ الثوبَ، وسَرَيْتُهُ: نَزَعْتُهُ (¬2).
(فقال: اغسلِ الطيبَ الذي بك ثلاثَ مرات): الظاهر أن العامل في ثلاث مرات أقربُ الفعلين (¬3) إليه، وهو اغسلْ، وعليه: فيكون قوله: ثلاثَ مرات من جملة مقولِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو نص في تكرار الغسل.
ويحتمل أن يكون العاملُ فيه "قال"؛ أي: قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثَ مراتٍ: "اغسل الطِّيبَ"، فلا يكون فيه تنصيصٌ على أمره بثلاث غسلات؛ إذ ليس في قوله: "اغسل الطيب (¬4) " تصريح بالغسلات الثلاث؛ لاحتمال كونِ (¬5) المأمور به غسلةَ واحدة، لكنه آكدُ في شأنها.
وعلى الأولى فهمَه ابن المنير؛ فإنه قال: في الحديث ما يدل على أن
¬__________
(¬1) "أي" ليست في "ع".
(¬2) انظر: "التنقيح" (1/ 375).
(¬3) في "ن": "المفعولين".
(¬4) "اغسل الطيب" مكررة في "ن".
(¬5) في "ج": "أن كون".

الصفحة 52