كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

قال (¬1) له: "ما كُنْتَ صَانِعًا في حَجِّكَ؟ "، فقال (¬2): أنزعُ عني هذهِ الثيابَ، وأغسلُ عني هَذا (¬3) الخلوقَ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما كُنْتَ صَانِعًا في حَجِّكَ فَاصْنَعْهُ فِي عُمْرَتِكَ" (¬4).
وهذا سياق حسنٌ حاصله: أن الرجل كان يعرفُ أن المحرِمَ بالحج يجتنبُ الطيبَ والمخيط (¬5)، وظن أن حكم المعتمر يخالفه، ففعل، ثم ارتاب، فسأل (¬6)، فأجيب بذلك (¬7).
(قلت لعطاء: أرادَ الإنقاءَ حين أمره أن يغسل ثلاث مرات؟ قال: نعم): هذا مما يؤيد الاحتمالَ الأول، وهو أن ثلاثَ (¬8) مراتٍ معمولٌ لـ: اغسل، وأنه من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وأما تبويبُ البخاري عليه بقوله: "باب: غسل الخلوق ثلاثَ مراتٍ من الثياب"، فقال الإسماعيلي: ليس في الخبر أن الخلوق كان على الثوب، وإنما الرجلُ متضمِّخ (¬9) بطيب، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "اغسلِ الطيبَ الذي بكَ ثلاثَ
¬__________
(¬1) في "ج": "قالت".
(¬2) في "ن": "قال".
(¬3) في "ج": "هذه".
(¬4) رواه مسلم (1180).
(¬5) "والمخيط" ليست في "ع".
(¬6) في "ع": "فسأله".
(¬7) انظر: (التنقيح" (1/ 376).
(¬8) في "ج": "أن تكون ثلاث".
(¬9) في "ج": "كان من الثوب أنه متضمخ".

الصفحة 54