كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

قال بعض العلماء: والسرُّ في تحريم المخيط وغيره مما ذكره (¬1) في هذا الباب (¬2)؛ مخالفةُ العادة، والخروجُ عن المألوف؛ لإشعار النفس بأمرين:
أحدهما: الخروج عن الدنيا، والتذكر للبس الأكفان عند نزع (¬3) المخيط.
و (¬4) الثاني: تنبيه النفس على التلبس بهذه العبادة العظيمة، والخروج (¬5) عن معتادها، وذلك موجب للإقبال عليها، والمحافظة على قوانينها، أركانها، وشروطها، وآدابها (¬6).
(إلا أحدٌ لا يجد نعلين): قال ابن المنير: فيه ردٌّ على مَنْ زعم من النحاة أن "أحدًا" لا (¬7) يستعمل في الإثبات إلا في ضرورة الشعر؛ كقوله:
وَقَدْ ظَهَرْتَ فَمَا تَخْفَى عَلَى أَحَدٍ. . . إِلاَّ عَلَى أكْمَهٍ لا يَعْرِفُ القَمَرَا
قال: والذي يظهر لي أن "أحدًا" لا يستعمل في الإثبات، إلا أن يكون بعقب النفي، وكان الإثبات حينئذٍ في سياق النفي يشبه النفي (¬8)، [ونظير
¬__________
(¬1) في "ن" و"ج": "ذكروه".
(¬2) في "ج" زيادة: "والله أعلم".
(¬3) في "ج": "عند لبس".
(¬4) " و" ليست في "ج".
(¬5) في "ن" و"ج": "بالخروج".
(¬6) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (3/ 11، 13).
(¬7) في "ن": "هذا"، وفي "ج": "هذا لا".
(¬8) "يشبه النفي" ليست في "ع".

الصفحة 59