كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ} [البقرة: 196]، وَإِنْ نَأْخُذْ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ حَتَّى نَحَرَ الْهَدْيَ.
(إلى قوم باليمن): ويروى: "إلى قومي (¬1) "، قيل: وهو أصح.
(وهو بالبطحاء): يعني: الأَبْطَحَ.
(فمشطتني): بتخفيف الشين المعجمة، قال صاحب "الأفعال": مَشَطَ الشعرَ مَشْطًا (¬2): سَرَّحَهُ وسَهَّلَهُ (¬3).
(إن نأخذ بكتاب الله، فإنه يأمرنا بالتمام، قال الله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]، وإن نأخذ بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنه لم يحل حتى نحر الهدي): أراد عمر (¬4) أن يُبطل وهمَ مَنْ يتوهم عنه أنه خالف السنة حيث منع من الفسخ، فبين أن الكتاب وفعلَ الرسول -عليه السلام- تظافرا على الإتمام، وذلك يقتضي أن يكون النسخ الذي أمرهم به خاصًا به في تلك السنة (¬5)؛ للرد على الجاهلية حيث زعموا أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور، وتأكد عنده -عليه السلام- إحرامُ من ساقَ الهديَ (¬6)، فلهذا لم يفسخْه (¬7)، واكتفى في البيان (¬8) بفسخِ إحرام مَنْ لم
¬__________
(¬1) في "ن" زيادة: "باليمن".
(¬2) "مشطًا" ليست في "ن".
(¬3) انظر: "الأفعال" لابن القطاع (3/ 193). وانظر: "التنقيح" (1/ 383).
(¬4) في "ن" و"ج" زيادة "رضي الله عنه".
(¬5) في "ع": خاصًا بتلك السنة.
(¬6) في "ج": "ساق الحديث".
(¬7) في "ج" زيادة: "عليهم".
(¬8) في "ج": "واكتفى بالبيان".

الصفحة 78