كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)
قلت: النصب بتقدير فعلتَ السنةَ (¬1)، أو أتيتَ، أو نحو (¬2) ذلك، ولا وجهه لجعل هذا من الاختصاص، فتأمله.
(فقال لي: أقم عندي): قال المهلب: إنما قال له أبن عباس ذلك؛ ليقص على الناس هذه الرؤيا المثبِتَةَ لحال التمتُّع (¬3)، ففي هذا دليل على أن الرؤيا الصادقة شاهد على أمور اليقظة.
وفيه نظر؛ لأن الرؤيا الحسنة من غير الأنبياء ينتفع بها للتأسيس (¬4) والتأكيد، لا للتأسيس والتحديد، فلا يسوغ لأحد (¬5) أن يسند فتياه إلى منام، ولا يتلقى من غير الأدلة الشرعية حكمًا من الأحكام.
(وأجعل لك سهمًا من مالي): قال المهلب: فيه: أنه (¬6) يجوز للعالم أخذُ الأجرة على العلم.
وفيه نظر؛ إذ الظاهر أنه إنما عرض عليه ماله؛ رغبةٌ في الإحسان إليه؛ لما ظهر له من أن عمله (¬7) متقبل، وحجه مبرور، وإنما يتقبل الله من المتقين، * * *
¬__________
(¬1) "السنة" ليست في "ع".
(¬2) في "ع": "أبيت ونحو".
(¬3) في "ع": "المتمتع".
(¬4) في "ج": "ينتفع لها الناس". "للتأنيس" ليست في "ع".
(¬5) في "ع": "فلا يسوغ لا أحد".
(¬6) "أنه" ليست في "ع".
(¬7) في "ع": "أعمله".
الصفحة 93
490