كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 4)

2920 - (م) - حدثنا أحمد بن عبد الله، قال: ثنا علي بن محمد بن ميلة، قال: ثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا محمد بن محمد بن صخر، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رأيت كأنا في دار عقبة بن نافع، فأتينا برطب من رطب ابن طاب؛ فأولتها الرفعة لنا في الدنيا، والعافية في الآخرة، وأن ديننا قد طاب لنا)).
يقال له: ابن طاب؛ لأنه لما قدم المدينة تبع الأصغر قدم إليه، فقال: ما أطيبه! فسمي به.
حديث: ((رفعت إلى السدرة فإذا أربعة أنهار، وأتيت بثلاثة أقداح، فأخذت اللبن، فقيل: أصبت الفطرة أنت وأمتك))، مذكور في المعراج.
2921 - (خ) - حدثنا عمر بن أحمد، قال: أنا محمد بن علي بن عمرو، قال: أنا أحمد بن إبراهيم وبشر بن أحمد، قالا: أنا الحسن بن سفيان، قال: ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: ثنا فضيل بن سليمان، قال: ثنا موسى بن عقبة، قال:
حدثني سالم، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس، خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة، وهي الجحفة، فتأولت: أن وباء المدينة نقل إليها)).
2922 - (خ، م) - حدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال: ثنا أحمد #13# ابن موسى، قال: ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، قال: ثنا محمد بن أيوب، قال: أنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا جرير بن حازم، قال: ثنا أبو رجاء العطاردي، قال:
سمعت سمرة بن جندب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى أقبل علينا بوجهه، فقال: ((هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟))، فإن كان رأى أحد فيها رؤيا قصها عليه، فيقول فيها ما شاء، ثم سألنا يوما: ((هل رأى أحد منكم رؤيا؟))، فقلنا: لا، قال: ((لكني قد رأيت الليلة رجلين أتياني، فأخذا بيدي، فأخرجاني إلى أرض مستوية أو فضاء، فمررنا برجل جالس، ورجل قائم على رأسه، وبيده كلوب من حديد، يدخله في شدقه، فيشقه حتى يبلغ قفاه، ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك، ويلتئم شدقه هذا، فيعود فيه فيصنع به مثل ذلك، قال: قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه، ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة يشدخ بها رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر، فانطلق إليه ليأخذه، فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه، وعاد رأسه كما هو، فعاد إليه فضربه، فهو يفعل به ذلك، قال: قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى أتينا على بيت قد بني بناء التنور، أعلاه ضيق وأسفله واسع، يوقد تحته نار، فإذا وقدت ارتفعوا حتى كادوا يخرجون منه، فإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة، فقلت لهما: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم، فيه رجل قائم، وعلى شط النهر [رجل] بين يديه حجارة، فأقبل ذلك الرجل الذي في النهر، فإذا أراد #14# أن يخرج منه رمى الرجل الحجر في فيه، فرده حيث كان، فقلت لهما: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى أتينا إلى روضة خضراء، فيها شجرة عظيمة، في أصلها شيخ وصبيان، وإذا رجل قريب من الشجرة وبين يديه نار يحشها ويوقدها، فصعدا بي في الشجرة، فأدخلاني دارا وسط الشجرة، ولم أر دارا قط أحسن منها، فيها رجال شيوخ وشباب، فقلت لهما: إنكما قد طوفتما بي منذ الليلة، فأخبراني عما رأيت؟ قالا: نعم؛ أما الرجل الذي رأيت يشق شدقه: فإنه رجل كذاب يتحدث بالكلام، فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فهو يصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة، وأما الرجل الذي رأيت يشدخ رأسه: فإن ذاك رجل علمه الله القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل بما فيه بالنهار، فهو يعمل به ما رأيت إلى يوم القيامة، وأما الذين رأيت في البيت: فهم الزناة، وأما الذي في النهر من الدم: فذاك آكل الربا، وأما الشيخ الذي رأيت في أصل الشجرة: فذاك إبراهيم عليه السلام، وأما الصبيان الذين رأيت حوله: فأولاد الناس، وأما النار التي رأيت والرجل الذي يوقدها: فتلك النار، وذاك مالك خازن النار، وأما الدار الأولى التي دخلت: فدار عامة المؤمنين، وأما هذه: فدار الشهداء، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل، ثم قالا: ارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا فوقي مثل السحاب، قالا: ذاك منزلك، فقلت: دعاني، فلآتي منزلي، فقالا: إنه قد بقي لك عمل لم تستكمله بعد، ولو قد استكملته أتيت منزلك)).

الصفحة 12