كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 4)

2940 - (م) - حدثنا أحمد بن سهل، قال: ثنا أبو سعد، قال: أنا عبد الله بن محمد بن زياد، قال: أنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا إسحاق، قال: أنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن مطرف:
عن عياض بن حمار، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال في خطبة خطبها: ((إن الله تعالى أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا؛ إن الله تعالى نظر إلى أهل الأرض قبل أن يبعثني، فمقتهم عربهم وعجمهم؛ إلا بقايا من أهل الكتاب، فقال: يا محمد! إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وقد أنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظان -أو: في المنام واليقظة-، وإن الله تعالى أمرني أن أحرق قريشا، فقلت: رب! إذا يثلغوا رأسي حتى يدعوه خبزة بيضاء، فقال: استخرجهم كما أخرجوك، واغزهم نغزك -أو: نغز بك-، وأنفق ننفق عليك، وابعث جيشا نمددك بخمسة أمثالهم، وقاتل بمن أطاعك من عصاك)).
[6] ذكر كماله في العلوم، وإطلاع الله تعالى إياه عليها
2941 - (خ، م) - حدثنا سليمان بن عبد الرحيم، قال: أنا أبو عبد الله، قال: أنا أحمد بن سليمان بن أيوب، قال: ثنا أبو زرعة، قال: ثنا أبو اليمان، قال: ثنا شعيب، عن الزهري:
قال: أخبرني أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس، فصلى بهم صلاة الظهر، فلما سلم قام على المنبر، فذكر الساعة #25# وذكر فيها أمورا عظاما، ثم قال: ((من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به؛ ما دمت في مقامي هذا))، فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكثر أن يقول: ((سلوا))، فقام عبد الله بن حذافة، فقال: من أبي يا رسول الله؟ فقال: ((حذافة أبوك))، ثم أكثر أن يقول: ((سلوا)) فبرك عمر على ركبتيه، فقال يا رسول الله! رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال عمر ذلك، ثم قال: ((لقد عرضت علي الجنة آنفا في عرض هذا الحائط؛ فلم أر كاليوم في الخير والشر)).

الصفحة 24