كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 4)

3687 - (خ، م) - حدثنا عبد الرزاق بن عبد الكريم، قال: ثنا أحمد بن موسى، قال: ثنا البغوي، قال: ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور، قال: ثنا يحيى بن سعيد، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: ثنا قيس بن أبي حازم:
عن خباب قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد ببردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تدعو الله لنا؟ ألا تستنصر الله لنا؟ فقال: ((قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل، فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، ويجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فينشر باثنين؛ فما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب؛ فما يصده عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه؛ ولكنكم تستعجلون)).
[5] ذكر إسلام ضماد
3688 - (م) - حدثنا محمد بن عبد الحميد المقرئ، قال: أنا #431# عمر بن أحمد، قال: أنا عمه أبي عبد الله بن محمد بن مسرور، قال: أنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا داود بن أبي هند، عن عمرو بن سعيد، عن سعيد بن جبير:
عن ابن عباس: أن ضمادا قدم مكة، وكان من أزد شنوءة، وكان يرقي من هذه الريح، فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: إن محمدا مجنون، فقال: لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله تعالى أن يشفيه على يدي، قال: فلقيه، فقال: يا محمد! إني أرقي من هذه الريح، وإن الله يشفي على يدي من شاء، فهل لك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الحمد لله نحمده ونستعينه -وفي رواية أخرى: ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا-))، رجعنا إلى هذه الرواية: ((من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، أما بعد))، فقال: يا محمد! أعد علي كلماتك هؤلاء، فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، فقال: لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء؛ فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء، ولقد بلغن ناعوس البحر، ثم قال: ((هات يدك أبايعك على الإسلام))، قال: فبايعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وعلى قومك)) قال: وعلى قومي، قال: فبعث رسول الله سرية، فمروا بقومه، فقال صاحب السرية للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئا؟ فقال رجل من القوم: أصبت منهم مطهرة، فقال: ردها عليهم؛ فإنهم قوم ضماد.
#432#
قال أبو موسى: هكذا قال عبد الأعلى: ناعوس، وإنما هو: قاموس البحر، وهذا حديث أبي موسى.

الصفحة 430