3697 - (خ) - حدثنا أحمد بن خلف، قال: ثنا أبو عبد الله، قال: ثنا علي بن عيسى الحيري، ومحمد بن إبراهيم القرشي، قالا: ثنا الحسين بن محمد بن زياد، قال: ثنا عبيد الله بن محمد الزهري، قال: ثنا سفيان:
عن عمرو قال: سمعت جابرا يقول: شهد بي خالاي العقبة.
وفي رواية أخرى: وخالاه البراء بن معرور وأخوه.
[10] ذكر إسلام أبي ذر رضي الله عنه بروايتين
3698 - (خ، م) - حدثنا عمر بن الحسن بن سليم، قال: ثنا علي بن أحمد بن الحسين، قال: أنا إبراهيم بن محمد بن حمزة، قال: ثنا المروزي، قال: ثنا عاصم بن علي، قال: ثنا إبراهيم، وأخبرنا أبو يعلى، قال: ثنا هدبة بن خالد، قالا: ثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت:
#437#
عن أبي ذر قال: خرجنا من عند قومنا غفار -وكانوا يحلون الشهر الحرام- أنا وأخي أنيس وأمنا، فانطلقنا حتى نزلنا على خال لنا ذي مال وذي هيئة، فأكرمنا، قال: فحسدنا قومه، فقالوا له: إنك إذا خرجت من أهلك خالف إليهم أنيس، قال: فجاء خالنا، فنثا علينا ما قيل له، فقلت أما ما مضى من معروفك فقد كدرته، ولا جماع لنا ولك فيما بعد، قال: فقربنا صرمتنا -قال عاصم: يعني الإبل القليلة-، فاحتملنا عليها، وتغطى خالنا بثوبه، وجعل يبكي، فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة، فنافر أخي أنيس عن صرمتنا وعن مثلها، فأتى الكاهن، فخير أنيسا عليه، قال: فأتانا بصرمتنا ومثلها معها، وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، فقلت لمن؟ قال: لله عز وجل، قلت: فأين توجه، قال: أتوجه حيث وجهني الله عز وجل، وأصلي عشاء، حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس، قال: فقال أنيس: إن لي حاجة بمكة؛ فاكفني حتى آتيك، فانطلق أنيس، فراث علي، ثم أتاني، فقلت: ما حبسك؟ قال: أتيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله تعالى أرسله، قلت: فما يقول الناس له؟ قال: يزعمون أنه شاعر وكاهن وساحر، وكان أنيس أحد الشعراء، فقال: والله لقد سمعت قول الكهان؛ فما هو بقولهم، وقد وضعت قوله على أقراء الشعر؛ فوالله ما يلتئم على لسان أحد يقري أنه شعر؛ والله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون، فقلت: اكفني حتى أذهب فأنظر، قال: نعم، وكن من أهل مكة على حذر؛ فإنهم قد شنعوا له وتجهموا، قال: فانطلقت حتى أتيت مكة، #438# فتضعفت رجلا منهم، فقلت: أين هذا الذي هاهنا الذي تدعونه: الصابئ؟ فأشار إلي، فقال: الصابئ؟! قال: فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا علي، فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر، فأتيت زمزم، فشربت من مائها وغسلت عني الدم، ولبثت بها يا ابن أخي ثلاثين من بين يوم وليلة؛ ما لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة من جوع -قال عاصم: يعني رقة-، قال: فبينا أهل مكة في ليلة قمراء أضحيان، قد ضرب الله على أسمختهم، فما يطوف بالبيت أحد منهم غير امرأتين، فأتتا علي في طوافهما وهما يذكران إسافا ونائلة، قال: قلت: نكح أحدهما الآخر، قال: فما تناهتا عن قولهما ذلك، فأتتا علي، فقلت: هن مثل الخشبة؛ غير أني لم أكن؛ فانطلقتا تولولان وتقولان: لو كان هاهنا أحد من أنفارنا، قال: فاستقبلهما رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وأبو بكر، وهما هابطان من الجبل، فقالا: ما لكما؟ قالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها، قال: فما قال لكما؟ قالتا: قال لنا كلمة تملأ الفم، قال: فأقبل رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وصاحبه، فاستلما الحجر وطافا بالبيت وصليا، فأتيته حين قضى صلاته، فكنت أول من حياه بتحية الإسلام، فقال: ((وعليك ورحمة الله، ممن أنت؟)) فقلت: من غفار، فأهوى بيده -أي: وضعها- على جبهته، قلت في نفسي: كره أني انتميت إلى غفار، فأردت أن آخذ بيده، فقدعني عنه صاحبه، وكان أعلم به مني، فرفع رأسه، فقال: ((متى كنت هاهنا؟)) فقلت: كنت هاهنا منذ ثلاثين من بين يوم وليلة، قال: #439# ((فمن كان يطعمك؟)) قلت: ما كان لي من طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى انكسرت عكن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة جوع، فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((إنها مباركة، إنها طعام طعم))، فقال أبو بكر: يا رسول الله! ائذن لي في طعامه الليلة، ففعل، قال: فانطلق رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وانطلق أبو بكر، فانطلقت معه، ففتح أبو بكر بابا، فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف، فكان ذلك أول طعام أكلته بها، فلبثت ما لبثت -أو قال: فغبرت ما غبرت-، ثم أتيت رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فقال: ((إني قد وجهت إلى أرض ذات نخل، ولا أحسبها إلا يثرب؛ فهل أنت مبلغ عني قومك؛ لعل الله أن ينفعهم بك، ويأجرك فيهم؟))، قال: فانطلقت حتى أتيت أخي أنيسا، فقال: ما صنعت؟ فقلت: صنعت أني قد أسلمت وصدقت، فقال: ما بي رغبة عن دينك؛ فإني أسلمت وصدقته، قال: ثم أتينا أمنا، فقالت: ما بي رغبة عن دينكما؛ قد أسلمت وصدقت قال: فاحتملنا حتى أتينا غفارا قومنا، فأسلم بعضهم -وقال هدبة: نصفهم- قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان يؤمهم إيماء بن رحضة، وكان سيدهم، وقال بعضهم -وقال هدبة: نصفهم-: إذا قدم رسول الله [صلى الله عليه وسلم] المدينة أسلمنا، فقدم رسول الله [صلى الله عليه وسلم] المدينة، فأسلم بقيتهم، وجاءت أسلم، فقالوا: يا رسول الله! نسلم على الذي أسلم عليه إخواننا، فأسلموا، فقال رسول الله: ((غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله)).
وفي رواية: فتنافر إلى رجل من الكهان، فلم يزل أخي أنيس يمدحه حتى غلبه، قال: فأخذ صرمته، فضممناها إلى صرمتنا، وقال: #440# أنا هاهنا منذ خمس عشرة.