كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 4)

[18] ذكر الحمى التي أصابت أبا بكر وبلالا وعائشة وغيرهم بالمدينة، وهجرة الطفيل بن عمرو
3716 - (خ، م مختصرا في دعاء المدينة) - حدثنا الفضل بن عبد الواحد وغيره، قالوا: أنا أبو سعيد، قال: ثنا محمد بن يعقوب، قال: ثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: ثنا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه:
عن عائشة قالت: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة اشتكى أبو بكر وبلال، فكان أبو بكر إذا حم يقول:
كل امرئ مصبح في أهله
والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا حم، فأقلع عنه يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي إذخر وجليل
#459#
وهل أردن يوما مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل
ثم يقول: اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بأصحابه دعا الله تعالى، فقال: ((اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، وصححها لنا، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها إلى الجحفة))، قالت عائشة: فقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله؛ فكانت بطحان واديها نجلا يجري عليه الأثل.
وفي رواية: يجري بعين ماء بالمدينة.

الصفحة 458