كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 4)

3720 - (خ) - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن وغيره، قالوا: ثنا علي بن محمد بن ميلة، قال: ثنا أبو عمرو، قال: ثنا أبو حاتم، قال: ثنا الأنصاري، قال: حدثني حميد:
عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم، فأتته بتمر وسمن، فقال: ((أعيدوا تمركم في وعائكم، وسمنكم في سقائكم؛ فإني صائم))، ثم قام في ناحية البيت، فصلى بنا صلاة غير مكتوبة، فدعا لأم سليم ولأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله! إن لي خويصة، قال: ((وما هي؟)) قالت: خادمك أنس، قال: فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به، ثم قال: ((اللهم ارزقه مالا وولدا، وبارك له فيه))، قال: فإني لمن أكثر الأنصار مالا، قال أنس: وحدثتني ابنتي أمينة بنت أنس أنه دفن من صلبي إلى مقدم الحجاج البصرة سبعة وعشرون ومئة.
[20] ذكر اقتسام الأنصار المهاجرين قرعة لإنزالهم إياهم من طار لهم في مساكنهم، ومؤاخاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، وذكر العين الجارية التي رئيت لعثمان بن مظعون في المنام بهجرته
3721 - (خ) - حدثنا عبد الكريم بن علي بن أحمد، قال: أنا #462# أحمد بن عبدان في كتابه، قال: أنا أحمد بن عبيد، قال: ثنا ابن ملحان، قال: ثنا يحيى بن بكير، عن ليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال:
أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري: أن أم العلاء -امرأة من الأنصار قد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم- أخبرته: أنهم اقتسموا المهاجرين قرعة، فطار لنا عثمان بن مظعون، فأنزلناه في أبياتنا، فوجع وجعه الذي توفي فيه، فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه قالت: فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب! شهادتي عليك: لقد أكرمك الله، فقال لي رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((وما يدريك أن الله أكرمه؟)) فقلت: بأبي أنت يا رسول الله! فمن أكرمه الله؟ فقال رسول الله: ((أما هو فوالله لقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير؛ والله ما أدري -وأنا رسول الله- ماذا يفعل بي؟)) قالت: فوالله لا أزكي بعده أحدا أبدا.
قال الليث: إنما قال هذا القول قبل أن ينزل عليه: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} إلى آخرها.
زاد شعيب وغيره، عن الزهري في آخر الحديث: قالت: فأحزنني ذلك، فنمت، فأريت لعثمان عينا تجري، فجئت إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فأخبرته، فقال: ((ذاك عمله)).

الصفحة 461