[26] ذكر اعتمار سعد بن معاذ بعد الهجرة، وطوافه بالكعبة، وإخباره بما سمع من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله أمية، فكان كما قال صلى الله عليه وسلم علامة لنبوته
3740 - (خ) - حدثنا أحمد بن خلف، قال: ثنا أبو عبد الله، قال: ثنا محمد بن علي بن دحيم، قال: ثنا أحمد بن حازم، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أنبأ إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون:
عن عبد الله قال: انطلق سعد بن معاذ معتمرا، فنزل على أمية بن خلف بن صفوان، وكان أمية بن خلف إذا انطلق إلى الشام، فمر بالمدينة نزل على سعد، فقال أمية لسعد: انتظر، حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت، فطفت بالكعبة، قال: فبينما سعد يطوف إذ أتاه أبو جهل، فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ فقال سعد: أنا سعد، فقال أبو جهل: أتطوف بالكعبة آمنا وقد آويتم محمدا وأصحابه؟! قال: فتلاحيا بينهما، فقال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبي الحكم؛ فإنه سيد أهل الوادي، فقال له سعد: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن عليك متجرك بالشام، قال: فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك، فجعل يسكته، فغضب سعد، فقال: دعنا منك؛ فإني سمعت محمدا يزعم أنه قاتلك، قال: إياي؟ قال: نعم، قال: والله ما يكذب محمد، فكاد أن يحدث، فرجع إلى امرأته، فقال: ما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي؟ قالت: وما قال لك؟ قال: زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي، قالت: فوالله ما يكذب محمد، فلما خرجوا لبدر وجاء الصريخ قالت له امرأته: علمت #474# ما قال لك أخوك اليثربي، قال: فإني إذا لا أخرج، فقال أبو جهل: إنك من أشراف أهل الوادي؛ فسر معنا يوما أو يومين، فسار معهم، فقتل.