3741 - (خ) - حدثنا أبو منصور، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا إبراهيم بن محمد، قال: ثنا عبد الرحمن بن الحسن، قال: ثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: ثنا شريح بن مسلمة، قال: ثنا إبراهيم بن يوسف، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أبو إسحاق، قال: حدثني عمرو بن ميمون:
أنه سمع عبد الله بن مسعود حدث عن سعد بن معاذ: أنه كان صديقا لأمية بن خلف؛ فكان أمية إذا مر بالمدينة نزل على سعد، وكان سعد إذا مر بمكة نزل على أمية بن خلف، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق سعد معتمرا، فنزل على أمية بمكة، فقال لأمية: انظر ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت، فخرج به قريبا من نصف النهار، فلقيهما أبو جهل، فقال: يا أبا صفوان! من هذا الذي معك؟ قال: هذا سعد، فقال له أبو جهل: ألا أراك تطوف بمكة آمنا، وقد آويتم محمدا وأصحابه، وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم؟! أما والله لولا أنك مع ابن صفوان لما رجعت إلى أهلك سالما، فقال سعد، ورفع صوته عليه: أما والله لو منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه؛ طريقك على المدينة، فقال له أمية: لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم سيد أهل الوادي، فقال سعد: دعنا منك يا أمية؛ فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: #475# إنهم قاتلوك، قال: بمكة، قال: لا أدري، ففزع لذلك أمية فزعا شديدا، فلما رجع أمية إلى أهله، قال: يا أم صفوان! ألم تري إلى ما قال لي سعد؟ قالت: وما قال لك؟ قال: زعم أن محمدا قال: إنه قاتلي، فقلت: بمكة؟ فقال: لا أدري، فقال أمية: والله لا أخرج من مكة، فلما كان يوم بدر استنفر أبو جهل الناس، فقال: أدركوا عيركم، فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل، فقال: يا أبا صفوان! إنك متى يراك الناس قد تخلفت، وأنت سيد أهل الوادي تخلفوا معك، فلم يزل به أبو جهل حتى قال: أما إذ غلبتني فوالله لأشترين أجود بعير بمكة، ثم قال أمية: يا أم صفوان! جهزيني، فقالت له: يا أبا صفوان! وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال: لا، وما أريد أن أجوز معهم إلا قريبا، فلما خرج قال: لا ينزلن أحد منزلا إلا عقل بعيره، فلم يزل بذلك حتى قتله الله.