كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 4)

3763 - (م) - حدثنا عمر بن الحسن بن سليم وغيره، قالوا: ثنا أحمد بن إبراهيم، قال: ثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا جعفر بن عون، قال: ثنا الوليد بن جميع، قال: حدثني أبو الطفيل:
عن حذيفة بن اليمان قال: ما منعنا أن نشهد بدرا إلا أنا أقبلنا أنا وأبي -يعني: اليمان- نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر، فعرض لنا كفار قريش، فأخذونا، فقالوا: إنكم تريدون محمدا؟! فقلنا: ما نريده، فقالوا: أعطونا عهد الله وميثاقه لتنصرفن إلى المدينة، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرناه بذلك، فقال: ((نفي لهم بعهدهم، ونستعين بالله عليهم؛ ارجعا إلى المدينة))، قال: فذاك الذي منعنا.
3764 - (م) - حدثنا نصر الله بن أحمد وغيره، قالوا: ثنا أحمد بن الحسين، قال: ثنا محمد بن يعقوب، قال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك، عن الفضيل بن أبي عبد الله، عن عبد الله بن نيار، عن عروة بن الزبير:
عن عائشة قالت: خرج رسول الله قبل بدر، فلما كان بحرة الوبرة #491# أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، وفرح أصحاب رسول الله [صلى الله عليه وسلم] حين رأوه، فلما أدركه قال: يا رسول الله! جئت لأتبعك وأصيب معك، فقال رسول الله: ((تؤمن بالله وبرسوله؟)) قال: لا، قال: ((فارجع؛ فلن أستعين بمشرك))، ثم مضى حتى إذا كان بالشجرة أدركه الرجل، فقال له كما قال أول مرة، فقال له النبي [صلى الله عليه وسلم] كما قال أول مرة، قال: لا، فقال: ((فارجع؛ فلن أستعين بمشرك))، قالت: فرجع ثم أدركه بالبيداء، فقال له كما قال أول مرة: ((تؤمن بالله وبرسوله؟)) قال: نعم، فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((فانطلق)).

الصفحة 490