3776 - (م) - حدثنا روح بن محمد، قال: أنا أبو الحسن، قال: ثنا أبو إسحاق، قال: أنا أبو يعلى والصوفي، قالا: ثنا أبو خيثمة، قال: ثنا عمر بن يونس، قال: ثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني أبو زميل، قال:
حدثني ابن عباس رضي الله عنه قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ -يعني: يوم بدر- يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول: اقدم حيزوم، إذ نظر إلى المشرك أمامه، فخر مستلقيا، فنظر إليه فإذا هو قد حطم أنفه وشق وجهه بضربة السوط، فاختصر ذاك أجمع، فجاء الأنصاري، فحدث ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((صدقت؛ ذلك من مدد السماء الثانية، فقتلوا يومئذ سبعين، وأسروا سبعين)).
[8] ذكر قتل أبي جهل وأمية بن خلف وعبيدة وأعوانهم -أخزاهم الله-، وإلقائهم في طوي بدر، وتقريع الرسول صلى الله عليه وسلم إياهم بعد موتهم
3777 - (خ، م) - حدثنا عمر بن أحمد، قال: أنا أبو سعيد، قال: أنا محمد بن عبد الله، قال: ثنا معاذ بن المثنى، قال: ثنا مسدد، قال: ثنا يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن #499# ابن عوف، عن أبيه:
عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: بينما أنا واقف في الصف يوم بدر إذ نظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار، حديثة أسنانها، فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما، فقال: يا عم! هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت: نعم، وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده! لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك، قال: فغمزني الآخر، فقال مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول بين الناس، فقلت: ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني عنه، فابتدراه بسيفيهما، فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فأخبراه، فقال: ((أيكما قتله؟)) فقال كل واحد منها: أنا قتلته، فقال: ((هل مسحتما سيفيكما؟)) قالا: لا، فنظر في السيفين، فقال: ((كلاكما قتله))، وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، وهما: معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح.
وفي رواية إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده قال: قال لي أحدهما سرا من صاحبه: أي عم! أرني أبا جهل، قلت: وما تصنع به؟ قال: عاهدت الله تعالى لئن رأيته أن أقتله أو أموت دونه، وقال لي الآخر سرا مثل ذلك، فأشرت لهما إليه، فابتدراه مثل الصقرين حتى ضرباه.