كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 4)

[16] ذكر الذين قاموا لرسول الله [صلى الله عليه وسلم] من أصحابه، فوقوه بأنفسهم، وألقى الله النعاس عليهم أمنة
3803 - (م) - حدثنا روح بن محمد، قال: أنا أبو الحسن، قال: أنا أبو إسحاق، قال: أنا أبو يعلى، قال: ثنا هدبة، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وثابت البناني:
عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد لما رهقوه، وهو في سبعة من الأنصار ورجلين من غيرهم، فلما رهقوهم قال: ((من يردهم عنا وهو رفيقي في الجنة؟)) فقام رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل، ثم قال مثل ذلك، فقام رجل آخر، فقاتل حتى قتل، فلم يزل يقول ذلك، حتى قتل التسعة، فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((ما أنصفنا أصحابنا)).
3804 - (خ، م) - حدثنا عمر بن أحمد، قال: أنا أبو سعيد، قال: أنا الفضل الكندي، قال: أنا أبو يعلى، قال: ثنا جعفر بن مهران، قال: ثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز:
#515#
عن أنس قال: لما كان يوم أحد انهزم ناس من الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحة بين يدي نبي الله [صلى الله عليه وسلم] يجوب عنه بحجفة معه، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثة، وكان الرجل يمر بالجعبة فيها النبل، فيقول: انثرها لأبي طلحة، قال: فيشرف نبي الله [صلى الله عليه وسلم]، فينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي! لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك، فلقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم، وترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغان في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة من النعاس إما مرتين أو إما ثلاثا.

الصفحة 514