3812 - (خ) - حدثنا الحسن بن أحمد، قال: ثنا العاصمي، قال: أنا أحمد بن محمد بن عمر، قال: ثنا البجيري، قال: ثنا عمرو بن علي، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي:
عن قتادة قال: ما نعلم حيا من أحياء العرب أكثر شهيدا أعز يوم القيامة من الأنصار.
قال قتادة: وحدثنا أنس بن مالك، أنه قتل منهم يوم أحد سبعون، ويوم بئر معونة سبعون، ويوم اليمامة سبعون، قال: وكانت بئر معونة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ويوم اليمامة على عهد أبي بكر يوم مسيلمة الكذاب.
3813 - (خ) - حدثنا صاعد بن سيار، قال: ثنا الباساني، قال: ثنا أحمد بن إبراهيم، قال: أخبرني أحمد بن محمد بن معاوية الرازي، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج، قال: ثنا حجين بن المثنى، قال: ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، عن سليمان بن يسار:
عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، قال: خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار إلى الشام، فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله: هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة؟ قلت: نعم، وكان وحشي يسكن حمص، قال: فسألنا عنه، فقيل لنا: هو ذاك في ظل قصر كأنه حميت، #520# قال: فجئنا حتى وقفنا عليه نسير، فسلمنا عليه، فرد علينا السلام، قال: وكان عبيد الله معتجرا بعمامة ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه، فقال عبيد الله: يا وحشي! أتعرفني؟ فنظر إليه، ثم قال: لا والله، إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها: أم قبال بنت أبي العيص، فولدت له غلاما بمكة، فاسترضعته، فحملت ذلك الغلام مع أمه، فناولتها إياه، فلكأني نظرت إلى قدميك، قال: فكشف عبيد الله عن وجهه، ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال: نعم، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر، فقال لي مولاي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر، قال: فلما أن خرج الناس عام عينين -قال: وعينين جبل بحيال أحد، بينه وبينه واد-، خرجت مع الناس إلى القتال، فلما أن اصطفوا للقتال خرج سباع، فقال: هل من مبارز؟ فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فقال: يا سباع! يا ابن أم أنمار مقطعة البظور! أتحاد الله ورسوله؟ قال: ثم شد عليه، فكان كأمس الذاهب، قال: وكمنت لحمزة تحت صخرة، حتى مر علي، فلما دنا مني رميته بحربتي، فأضعها في ثنته، حتى خرجت من بين وركيه، قال: فكان ذاك العهد به، قال: فلما رجع الناس رجعت معهم، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف، قال: وأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا، وقيل لي: إنه لا يهيج الرسل، قال: فخرجت معهم، حتى قدمت على رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فلما رآني قال: ((أنت وحشي؟)) قلت: نعم، قال: ((الذي قتلت حمزة؟))، قلت: قد كان الأمر الذي بلغك، قال: #521# ((ما تستطيع أن تغيب عني وجهك))، قال: فرجعت، فلما توفي رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، وخرج مسيلمة الكذاب قلت: لأخرجن إلى مسيلمة؛ لعلي أقتله، فأكافئ به حمزة، قال: فخرجت مع الناس، فكان من أمرهم ما كان، فإذا رجل قائم في ثلمة جدار، كأنه جمل أورق ثائر رأسه، قال: فأرميه بحربتي، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال: ووثب -أو قال: ردف- إليه رجل من الأنصار، فضربه بالسيف على هامته، قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني سليمان بن يسار: أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: فقالت جارية على ظهر بيت: وا أمير المؤمنين! قتله العبد الأسود.
قوله: قتل مصعب بن عمير يوم أحد، ولم يكن له إلا نمرة، فكنا إذا غطينا رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غطوا بها رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر)). مضى في الزهد.