3821 - (م) - حدثنا روح بن محمد، قال: أنا علي بن أحمد، قال: أنا إبراهيم بن محمد بن حمزة، قال: حدثني أبي، قال: ثنا علي بن سهل، قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد، قال: ثنا ثابت:
عن أنس قال: جاء أناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ابعث معنا رجالا يعلموننا القرآن والسنة، فبعث معهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم: القراء، فيهم خالي حرام، يقرؤون القرآن ويتدارسونه بالليل، ويتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء، فيضعونه في المسجد، ويحتطبون، فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة والفقراء، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم، فعرضوا -أو قال: فتفرقوا- لهم، فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا: اللهم بلغ عنا نبيك أنا قد لقيناك؛ فرضينا عنك، #528# ورضيت عنا، قال أنس: وأتى رجل حراما من خلفه، فطعنه بالرمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزت ورب الكعبة، فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم] لأصحابه: ((إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا لربهم عز وجل: اللهم بلغ عنا نبيك أنا قد لقيناك؛ فرضينا عنك، ورضيت عنا)).
وفي رواية سعيد، عن قتادة، عن أنس: أن رعلا وذكوان وعصية وبني لحيان هم الذين أتوه، فزعموا أنهم أسلموا، فاستمدوه، فأمدهم بالقراء حتى بلغوا البئر، فغدروا، فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله فيهم قرآنا: (ألا بلغوا عنا قومنا)، ثم رفع ذلك بعد.
وفي رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس: أن عامر بن الطفيل رئيس المشركين قدم المدينة معاندا، فأخذه الطاعون، فركب راجعا، فمات، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم السبعين إلى قومه في رسالة.