كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 4)

[23] غزوة ذات الرقاع
وهي كأنها اسم موضع؛ لأن في رواية أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير قال: حتى إذا كنا بذات الرقاع، وقال جابر: هي الغزوة السابعة.
3825 - (خ أخرج منه كلمة واحدة) - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا أحمد بن موسى، قال: ثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا عاصم بن علي، قال: ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سليمان بن قيس:
عن جابر قال: قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب خصفة بنجد، فرأوا من المسلمين غرة، فجاء رجل منهم يقال له: غورث بن الحارث، حتى قام على رأس رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بالسيف، فقال: من يمنعك مني؟ قال: ((الله))، قال: فسقط السيف من يده، فأخذ رسول الله [صلى الله عليه وسلم] السيف، فقال: ((من يمنعك مني؟)) قال: كن خير آخذ، قال: ((تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟)) قال: لا، ولكن أعاهدك على ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فأتى أصحابه، وقال: جئتكم من عند خير الناس، ثم ذكر صلاة الخوف.
3826 - (خ، م) - حدثنا القاسم بن الفضل، قال: ثنا محمد بن الحسين، قال: أنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا يعقوب، قال: ثنا أبو #532# اليمان، قال: أنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني سنان بن أبي سنان وأبو سلمة بن عبد الرحمن:
أن جابر بن عبد الله أخبرهما: أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد، فلما قفل رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قفل معه، فأدركتهم القائلة يوما في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله [صلى الله عليه وسلم] تحت ظل سمرة، فعلق بها سيفه، فنمنا نومة، فإذا رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يدعونا، فأجبناه، فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله: ((إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال لي: من يمنعك مني؟ فقلت: الله عز وجل، فقال ثانية: من يمنعك مني؟ فقلت: الله عز وجل))، فشام السيف وجلس، فلم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فعل ذلك.
وفي رواية: أنه قال مرتين أو ثلاثا: من يمنعك مني؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((الله)).

الصفحة 531