[25] ذكر ضيافة جابر أهل الخندق، والعلامة في ذلك
3831 - (خ) - حدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال: ثنا أحمد بن موسى، قال: ثنا إبراهيم بن محمد، قال: ثنا عبد الله بن جعفر الخشاب، قال: ثنا ابن أبي مسرة، قال: ثنا خلاد بن يحيى، قال: ثنا عبد الواحد بن أيمن:
عن أبيه، قال: قلت لجابر بن عبد الله: حدثني عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بحديث سمعته منه أرويه عنك، قال: فقال جابر: كنا مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يوم الخندق نحفره، فلبثنا ثلاثة أيام لا نطعم طعاما، ولا نقدر عليه، #536# فعرضت في الخندق كدية، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! هذه كدية قد عرضت في الخندق، فرششنا عليها الماء، قال: فقام رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، وبطنه معصوب بحجر، فأخذ المعول أو المسحاة، ثم سمى ثلاثا، ثم ضرب، فعادت كثيبا مهيلا، قال: فلما رأيت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله! ائذن لي، فأذن لي، فجئت امرأتي، فقلت: ثكلتك أمك! قد رأيت من رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ما لا صبر عليه؛ فهل عندك من شيء؟ قالت: عندي صاع من شعير وعناق، فطحنا الشعير، وذبحنا العناق وسلختها، وجعلتها في البرمة، وعجنت الشعير، ثم رجعت إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فلبثت ساعة، ثم استأذنت الثانية، فأذن لي، فجئت، فإذا العجين قد أمكن، فأمرتها بالخبز، وجعلت القدر على الأثافي، ثم جئت النبي [صلى الله عليه وسلم]، فساررته، فقلت: إن عندنا طعيما لنا، فإن رأيت أن تقوم معي أنت ورجل أو رجلان معك، قال: ((وكم هو؟)) قلت: صاع من شعير وعناق، قال: ((ارجع إلى أهلك فقل لها: لا تنزعي البرمة من الأثافي، ولا تخرجي الخبز من التنور حتى آتي))، قال: ثم قال للناس: ((قوموا إلى بيت جابر))، قال: فاستحييت حياء لا يعلمه إلا الله عز وجل، فقلت لامرأتي: ثكلتك أمك! قد جاءك رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بأصحابه أجمعين، فقالت: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سألك: كم الطعام؟ فقلت: نعم، فقالت: الله ورسوله أعلم، قد أخبرته بما كان عندنا، قال: فذهب عني بعض ما أجد، وقلت: لقد صدقت، قال: فجاء رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فدخل، ثم قال #537# لأصحابه: ((لا تضاغطوا))، ثم برك على التنور وعلى البرمة، فجعلنا نأخذ من التنور الخبز ونأخذ اللحم من البرمة، فنثرد ونغرف، ونقرب إليهم، فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((ليجلس على الصحفة سبعة أو ثمانية))، فإذا أكلوا كشفنا عن التنور، وكشفنا عن البرمة، فإذا هما قد عادا أملأ مما كانا، قال: فلم نزل نفعل ذلك؛ كلما فتحنا التنور وكشفنا عن البرمة وجدنا أملأ ما كانا حتى شبع المسلمون كلهم، وبقي طائفة من الطعام، فقال لنا رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((إن الناس قد أصابتهم مخمصة؛ فكلوا، وأطعموا))، قال: فلم نزل يومنا نأكل ونطعم، قال: وأخبرني أنهم كانوا ثمان مئة، أو ثلاث مئة.
وفي رواية سعيد بن ميناء، عن جابر قال: فبصق في القدر والعجين، ودعا بالبرمة، وقال: فوالله لأكلوا منها نحو من ألف، وإن برمتنا لتغط، وإن عجيننا ليخبز.