كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 4)

* طريق آخر:
3846 - (خ) - حدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا إبراهيم بن محمد، قال: ثنا عبد الرحمن بن الحسن، قال: #548# ثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: ثنا شريح بن مسلمة، قال: ثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، قال:
سمعت البراء بن عازب يقول: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع عبد الله بن عتيك وعبد الله بن عتبة في ناس معهم، فانطلقوا حتى دنوا من الحصن، ففقدوا حمارا لهم، قال: فخرجوا بقبس يطلبونه، فخشيت أن أعرف، قال: فغطيت رأسي، وجعلت كأني أقضي حاجة، ثم نادى صاحب الباب: من أراد أن يدخل فليدخل قبل أن أغلقه، فدخلت، ثم اختبأت في مربط حمار عند باب الحصن، فتعشوا عند أبي رافع، وتحدثوا حتى ذهب ساعة من الليل، ثم رجعوا إلى بيوتهم، فلما هدأت الأصوات ولا أسمع حركة خرجت، قال: ورأيت صاحب الباب حيث وضع مفتاح الحصن في كفة -أو: كوة، الشك من عبد الرحمن-، فأخذته، ففتحت باب الحصن، قال: قلت: إن نذر بي القوم انطلقت على مهل، قال: ثم عمدت إلى أبواب بيوتهم، فغلقتها عليهم من ظاهره، ثم صعدت إلى أبي رافع في سلم، فإذا البيت مظلم قد طفئ سراجه، فلم أدر أين الرجل، فقلت: يا أبا رافع! قال: من هذا؟ فعمدت نحو الصوت، فأضربه، وصاح، فلم يغن شيئا، ثم جئت كأني أغيثه، فقلت: ما لك يا أبا رافع؟ وغيرت صوتي، فقال: ألا أعجبك لأمك الويل؟! دخل علي رجل، فضربني بالسيف، قال: فعمدت له أيضا، فأضربه أخرى، فلم يغن شيئا، فصاح، وقام أهله، قال: ثم جئت وغيرت صوتي كهيئة المغيث، فإذا هو مستلق على ظهره، فأضع في بطنه، #549# ثم أتكئ عليه حتى سمعت صوت العظم، ثم خرجت دهشا، حتى أتيت السلم أريد أن أنزل، فأسقط منه، فانخلعت رجلي، فعصبتها، ثم أتيت أصحابي أحجل، فقلت: انطلقوا، فبشروا رسول الله [صلى الله عليه وسلم]؛ فإني لا أبرح حتى أسمع الناعية، فلما كان في وجه الصبح صعد [ت] الناعية، فقالت: أنعى أبا رافع، فقمت أمشي ما بي قلبة، فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فبشرته.

الصفحة 547