كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 4)

[33] ذكر حديث حاطب في إعلام أهل مكة، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اكتبوا لي من يلفظ بالإسلام))
في رواية أبي عبد الرحمن السلمي قال: كتب حاطب إلى أهل مكة: إن محمدا قد سار إليكم.
3848 - (خ، م) - حدثنا موسى بن عمران، قال: أنا محمد بن الحسين العلوي، قال: أنا عبد الله بن محمد الشرقي، قال: ثنا عبد الله بن هاشم، قال: ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار: أن الحسن بن محمد بن علي #551# أخبره: عن عبيد الله بن أبي رافع، وكان كاتب علي بن أبي طالب قال:
سمعت عليا يقول: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد، فقال: ((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ؛ فإن بها ظعينة، ومعها كتاب، فخذوه منها))، فانطلقنا تتعادى بنا خيلنا، حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي كتاب! فقلنا: لتخرجن الكتاب، أو لتلقين الثياب، فأخرجت من عقاصها، فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة، يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((يا حاطب! ما هذا؟)) قال: يا رسول الله! لا تعجل علي؛ إني كنت امرأ ملصقا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة، ولم تكن لي قرابة، فأحببت أن أتخذ فيهم يدا إذ فاتني ذلك، يحمون بها قرابتي؛ وما فعلت كفرا ولا ارتدادا، ولا رضى بالكفر بعد الإسلام، فقال عمر: يا رسول الله! دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال: ((إنه قد شهد بدرا، وما يدريك؟ لعل الله تعالى اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم؛ فقد غفرت لكم)).
وفي رواية أبي عبد الرحمن، عن علي، قال: بعثني وأبا مرثد الغنوي والزبير والمقداد، وكلنا فارس، وقال: فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها وهي معتجرة بكساء، وقال: قال عليه السلام: ((صدق، فلا تقولوا له إلا خيرا))، فقال عمر: إنه قد خان الله والمؤمنين، فقال: ((أليس من أهل بدر؟)) فقال عمر: الله ورسوله أعلم.

الصفحة 550