كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 4)

3860 - (م) - حدثنا الحسن بن أحمد، قال: أنا أبو سلمة، قال: أنا عبد الله بن أحمد، قال: أنا الحسن، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنا أبو عامر، وهو عبد الملك بن عمرو، قال: ثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع:
عن أبيه قال: قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليها خمسون شاة لا ترويها، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جباها -يعني: الركية-، فإما بسق فيها، وإما دعا، فسقينا واستقينا، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس للبيعة في أصل الشجرة، قال: فبايعته أول الناس، ثم بايع وبايع، حتى إذا صار في وسط الناس، قال: ((بايع يا سلمة))، قلت: قد بايعتك في أول الناس، قال: ((وأيضا))، فبايعته، ورآني رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أعزل، فأعطاني حجفة أو درقة، فلقيني عمي عامر، فسألنيها، فأعطيته إياها، ثم إن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بايع وبايع، فلما كان في آخر الناس قال لي: ((يا سلمة! ألا تبايع؟)) قلت: يا نبي الله! والله لقد بايعتك في أول الناس وفي أوسطهم، قال: ((وأيضا))، قال: فبايعته الثالثة، فقال لي: ((أين الدرقة أو الحجفة التي أعطيتها إياك؟)) فقلت: لقيني عمي عامر، فأعطيتها إياه، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((إنك كما قال الأول: اللهم أبغني حبيبا أحب إلي #557# من نفسي))، قال: ثم إن المشركين من أهل مكة راسلونا بالصلح حتى مشى بعضنا إلى بعض، فاصطلحنا.

الصفحة 556