3866 - (خ، م) - حدثنا عمر بن أحمد، قال: أنا محمد بن علي، قال: أنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق:
عن البراء قال: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة، حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثا، فلما كتبوا الكتاب كتبوا: ((هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله))، قالوا: لا نقر بهذا، ولو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا؛ ولكن اكتب: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، قال: ((أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله))، فقال لعلي: ((امح رسول الله))، قال: والله لا أمحوك أبدا، فأخذ رسول الله [صلى الله عليه وسلم] الكتاب، ولم يكن يحسن يكتب، فكتب مكان رسول الله محمدا، فكتب: ((هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله: ألا يدخل مكة سلاح إلا السيف في القراب، وألا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه، وألا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها))، فلما دخلها، ومضى الأجل أتوا عليا، فقالوا: قل لصاحبك فليخرج، قد مضى الأجل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: أخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب، فقيل: امح رسول الله، فقال: والله لا أمحوه أبدا، فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((فأرني المكان))، فأراه إياه علي، فمحاه، وكذلك قال زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق.
#569#
وفي رواية أنس بن مالك، قال: قيل له: يا رسول الله! أتكتب هذا: من جاء منكم لم نرده عليكم، ومن جاءكم منا رددتموه علينا؟! فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((نعم، من ذهب منا إليهم فأبعده الله، ومن جاء منهم سيجعل الله تعالى له فرجا ومخرجا)).
وفي رواية سهل بن حنيف، قال: قال عمر: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بلى))، قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا، ونرجع؛ ولما يحكم الله بيننا؟! فنزلت سورة الفتح، فأقرأها إياه، فقال يا رسول الله! أوفتح هو؟ قال: ((نعم))، فطابت نفسه.