3868 - (م) - حدثنا الحسن بن أحمد، قال: أنبأ أبو سلمة، قال: أنبأ عبد الله بن أحمد، قال: أنا الحسن، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا عكرمة بن عمار، قال:
حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال في حديث الحديبية: كنت تبيعا لطلحة بن عبيد الله أسقي فرسه وأحشه، وآكل من طعامه، وتركت أهلي ومالي مهاجرا إلى الله وإلى رسوله [صلى الله عليه وسلم]، فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة أتيت شجرة، فكسحت شوكها، ثم اضطجعت في أصلها في ظلها، فأتاني أربعة نفر من المشركين، فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأبغضتهم، فتحولت إلى شجرة أخرى، وعلقوا أسلحتهم واضطجعوا، فبينا هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي: يا للمهاجرين! قتل ابن زنيم، فاخترطت بسيفي، فشددت على أولئك الأربعة وهم رقد، فأخذت سلاحهم، فجعلت ضغثا في يدي، ثم قلت: والذي كرم وجه محمد رسول الله! لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه، ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، وجاء عمي برجل من العبلات يقال له: مكرز، يقود به عمي في سبعين من المشركين، فنظر إليهم رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فقال: ((دعوهم؛ فيكون بدء الفجور منهم))، فأنزل الله تعالى: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم}.
#571#
قال: ثم أقبلنا مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] إلى المدينة، فنزلنا منزلا، وبيننا وبين بني لحيان جبل، فاستغفر رسول الله [صلى الله عليه وسلم] لمن رقي هذا الجبل الليلة، قال: كأنه طليعة له ولأصحابه، قال سلمة: فرقيته تلك الليلة مرتين أو ثلاثا، فقدمنا المدينة، فبعث رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ظهره مع رباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية أخرى: إلى الغابة.