كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 4)

قال الخلال: وأخبرنا أبو بكر المروذي قال: قال أبو عبد اللَّه: بلغني عن إبراهيم بن سعد، وسعيد بن عبد الرحمن الجميح، ووكيع بن الجراح، ووهب بن جرير، وسليمان بن حرب، قالوا: إن القرآن ليس بمخلوق. زاد المروذي وكيعًا.
"السنة" للخلال 2/ 220 (1840)

قال الخلال: أخبرني علي بن عيسى أن حنبلًا حدثهم قال: سمعت أبا عبد اللَّه قال: من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن اللَّه مخلوق.
ثم قال أبو عبد اللَّه: لا إله إلا اللَّه، ما أعظم هذا القول وأشده! هذا الذى كنا نحذره أن يكون.
قال أبو بكر الخلال: ومعنى قول أبي عبد اللَّه عندي -واللَّه أعلم- هذا الذى كنا نحذر ما روي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يكون قوم يقولون: هذا اللَّه خلق الخلق، فمن خلق اللَّه؟ " (¬1)، لأن هذا معنى ذاك.
قال الخلال: وأخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني؛ أنه قال لأبي عبد اللَّه: ما تقول فيمن قال: إن أسماء اللَّه عَزَّ وَجَلَّ محدثة؛ فقال: كافر.
ثم قال لي: اللَّه من أسمائه، فمن قال: إنها محدثة، فقد زعم أن اللَّه تبارك تعالى مخلوق. فأعظم أمرهم عنده، وجعل يكفرهم، وقرأ علي: {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126)} [الصافات: 126]، وقرأ آية أخرى.
قال الخلال: أخبرنا محمد بن سليمان أنه قال لأبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل: ما تقول في القرآن؟ قال: عن أي شيء تسأل؟
قلت: كلامه. قال: كلام اللَّه، وليس بمخلوق، ولا تجزع أن تقول:
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد 3/ 102، والبخاري (7296)، ومسلم (136) من حديث أنس. وفي الباب عن أبي هريرة وخزيمة بن ثابت، عائشة.

الصفحة 23