كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 4)

وقال ابن عباس: إن أول ما خلق اللَّه عَزَّ وَجَلَّ القلم، فقال له: اكتب. فقال: يا رب، وما أكتب؟ قال: اكتب القدر. فجرى بما هو كائن إلى قيام الساعة. (¬1) ورواه الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس (¬2).
ورواه وكيع، وأبو معاوية، والثوري، وشعبة، وحدث به عن الحكم، عن أبي ظبيان. رواه منصور بن زاذان (¬3). ورواه مجاهد عن ابن عباس (¬4)، وعروة بن عامر عن ابن عباس (¬5)، وأبو الضحى عن ابن عباس (¬6)، فكان أول ما خلق اللَّه القلم، فاللَّه لم يخل من العلم والكلام، وليسا من الخلق؛ لأنه لم يخل منها، فالقرآن كلام اللَّه ومن علم اللَّه، وليس بمخلوق، ولم يزل اللَّه عالما متكلما، وعند جماعة من العلماء أنهم قالوا: غير مخلوق.
فاتقِ اللَّه وانظر لنفسك، فإن هذا أمر قد بان لأهل الإسلام أنه ضلالة، وأنه أحيا رأي جهم، وإنما يضلكم في هذِه المقالة رجلان، وهما القائلان بها:
¬__________
(¬1) رواه عبد اللَّه بن أحمد في "السنة" 2/ 401 (871)، والطبري في "تفسيره" 12/ 175، وعبد بن حميد في " تفسيره" كما في "الدر المنثور" 6/ 387، والآجري في "الشريعة" 1/ 517، والبيهقي 3/ 9 من طرق متعددة، سيأتي بيانها في السطور التالية.
(¬2) رواه الفريابي في "القدر" ص 79 (77، 78، 79)، والآجري في "الشريعة" ص 154 (327)، وابن بطة في "الإبانة" الرد على الجهمية 2/ 29 (220).
(¬3) رواه عبد اللَّه بن أحمد في "السنة" 2/ 401 (872)، وابن بطة في "الإبانة" الرد على الجهمية 2/ 22 (216).
(¬4) رواه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" 1/ 37 (44)، والطبري في "تفسيره" 12/ 178 (34546، 34547).
(¬5) رواه عبد اللَّه بن أحمد في "السنة" 2/ 411 (898)، والطبري 11/ 166 (30759).
(¬6) رواه عبد اللَّه في "السنة" 2/ 401 (871)، والآجري في "الشريعة" ص 153 (326).

الصفحة 41