كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 4)

إذ عرض له شيخ فقال له: يا ابن عمر، هل سمعت من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في النجوى شيئا؟ قال: نعم، سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول. .، وذكر القصة (¬1).
وحتى قال عبد اللَّه بن مسعود: وليس أحد إلا يخلو اللَّه به.
حدثونا به عن شريك، عن هلال الوزان، عن عبد اللَّه بن عكيم، عن عبد اللَّه بن مسعود (¬2). ثم ما بينه من الزيادة، والدنو، والقرب، على قدر التسارع إلى الجماعات.
وفي ذلك من الأخبار أمر عظيم، لا يجهلها أحد من أهل العلم رد على أعداء اللَّه المكذبة الرادة على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بقوله: إنهم يعاينون ذلك من ربهم ويسمعون.
ولقد قال محمد بن عبد اللَّه بن نمير: من شك في القرآن، فهو شر من الجهمية. وقال: هذا الوقف زندقة.
ولقد أخبرني شيخ أنه سمع ابن عيينة يقول: القرآن خرج من اللَّه.
وحدثنا أبو عبد اللَّه قال: ثنا ابن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنكم لن ترجعوا إلى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بشيء أفضل مما خرج منه". يعني: القرآن (¬3).
¬_________
(¬1) رواه أحمد 2/ 105، والبخاري (2441)، ومسلم (2768). رواه البخاري (4685) من طريق يزيد بن زريع به. ورواه أحمد 2/ 105 من طريق سعيد بن أبي عروبه، به.
(¬2) رواه ابن المبارك في "الزهد" (38)، وابن خزيمة في "التوحيد" (217، 245)، والطبراني في "الكبير" 9/ 182 (8900)، وابن بطة في "الإبانة" كتاب الرد على الجهمية 3/ 43 - 44 (32) من طريق شريك به.
(¬3) رواه مرسلا الإمام أحمد في "الزهد" ص 46، والترمذي (2912) وأبو داود =

الصفحة 44