كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 4)

أبي أيوب قال: حدثني عبد اللَّه بن خالد، عن عبد اللَّه بن الحارث بن هشام المخزومي أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا تسبوا مضر؛ فإنه كان على دين إبراهيم، وإن أول من غير دين إبراهيم لعمرو بن لُحَي بن قَمَعَة بن خِنْدِف" (¬1) وقال: "رأيته يجر قُصبه في النار" (¬2).

186 - باب: فضائل بني أسد
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق، قثنا مَعْمَر، عن رجل قال: مر عامرٌ الشعبي برجل من بني أسد ورجل من قَيْس، قال: فجعل الأسدي يتفلّت منه، ولا يَدَعه الآخر، قال: لا واللَّه حتى أعرفك قومك وتعرف ممن أنت. فقال له عامر: دع الرجل. قال: لا، حتى أعرفه قومه ونفسه.
قال: دعه فلعمري أنه ليَجِدُ مفخرًا لو كان يَعْلم.
قال: فأبى، قال: فاجْلِسا. وجلس معهما الشعبي فقال: يا أخا قَيسٍ، أكانت فيكم أول راية عقدت في الإسلام؟
¬__________
(¬1) رواه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 58 من طريق ابن أبي أيوب، عن عبد اللَّه بن خالد، رفعه. مختصرًا، بلفظ: "لا تسبوا مضر فإنه كان قد أسلم".
قال الألباني في "الضعيفة" (4780): وهذا ضعيف معضل، عبد اللَّه بن خالد هذا من اتباع التابعين، مجهول. اهـ بتصرف.
قلت: وعبد اللَّه بن الحارث لا صحبة له، وروايته عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلة، نقله الحافظ عن البخاري وابن أبي حاتم وأبي عمر، انظر "الإصابة" 3/ 58 - 59 وأما شطر الحديث الأخير، فله شاهد من حديث ابن مسعود، رواه الإمام أحمد 1/ 446 وصححه الألباني في "الصحيحة" (1677).
(¬2) رواه أحمد 2/ 366، والبخاري (3521)، ومسلم (2856) من حديث أبي هريرة.

الصفحة 510