كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 4)

وقال: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى} [النمل: 92]؛ أليس يتلو القرآن؟ ! وقال عَزَّ وَجَلَّ: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [المزمل: 20]؛ فعلى كل حال فهو قرآن.
وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديث جابر: "إن قريشًا منعوني أن أبلغ كلام ربي" (¬1).
وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لمعاوية بن الحكم: "إنَّ هذِه الصَّلَاةَ لَا يَصلُح فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ إلا القرآن" (¬2)؛ فالقرآن غير كلام الناس.
وقال أبو بكر -رضي اللَّه عنه-: لا واللَّه، ولكنه كلام اللَّه (¬3).
فقال لي: ما أحسن ما احتججت به! جبريل جاء إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمخلوق! والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- جاء إلى الناس بمخلوق!
"الإبانة" لابن بطة كتاب الرد على الجهمية 1/ 335 - 337 (141)
¬_________
(¬1) رواه الإمام أحمد 3/ 390، وأبو داود (4734)، والترمذي (2925)، وابن ماجه (201)، والنسائي في "الكبرى" 4/ 411 (7727). قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وصححه الألباني في "الصحيحة" (1947).
(¬2) رواه الإمام أحمد 5/ 447، ومسلم (537).
(¬3) رواه عبد اللَّه بن أحمد في "السنة" 1/ 143 (116)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 404 (237) وحمزة بن يوسف في "تاريخ جرجان" (414)، وابن بطة في "الإبانة" الرد على الجهمية 1/ 271 - 273 (41)، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 107 - 108، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 298 ترجمة أبي مكرم الأسلمي (6267) جميعًا من طريق سريج بن النعمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة بن الزبير عن نيار بن مكرم أن أبا بكر -رضي اللَّه عنه- خاطر قومًا. . وفيه قصة المراهنة بين أبي بكر وكفار مكة في غلبة الروم على فارس مصداقًا للآية.
وروى أصله الترمذي (3194) دون موضع الشاهد وقال: حسن صحيح.

الصفحة 53