كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 4)

قال: البراءة أن تتبرأ من أحد من أصحاب رسول اللَّه، والولاية أن تتولى بعضًا وتترك بعضًا، والشهادة أن تشهد على أحد أنه في النار.
"السنة" للخلال 1/ 379 (763)

قال الخلال: أخبرني عبيد اللَّه بن حنبل بن إسحاق بن حنبل قال: حدثني أبي قال: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: الغلو في أصحاب محمد الغلو في ذكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لأن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا" (¬1)، وقال: "إنما هم بمنزلة النجوم، بمن اقتديتم منهم اهتديتم" (¬2). فالنبي قد نهى عن ذكر أصحابه، وأن ينتقص أحد منهم، وقد علم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ما يكون بعده من أصحابه، كان رسول
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد 5/ 54 - 55، والترمذي (3862)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 131 (389) وقال: فيه نظر. والحديث ضعفه الألباني في "الضعيفة" (2901).
(¬2) هذا الحديث مروي عن جابر وأبي هريرة وابن عباس وعمر وابنه عبد اللَّه -رضي اللَّه عنهم-.
أما حديث جابر فرواه ابن عبد البر في "جامع العلم" (1760) من طريق سلام بن سليم، عن الحارث بن غصين، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعا. وقال: هذا إسناد لا تقوم به حجة، لأن الحارث بن غصين مجهول.
وقال ابن حزم في "الإحكام" 6/ 82: هذِه رواية ساقطة، أبو سفيان ضعيف، والحارث بن غصين هذا هو أبو وهب الثقفي، وسلام بن سليمان يروي الأحاديث الموضوعة، وهذا منها بلا شك.
وأما حديث أبي هريرة فرواه القضاعي في "مسند الشهاب" 2/ 275 (837).
وأما حديث ابن عمر فرواه عبد بن حميد في "المنتخب" 2/ 28 (781).
وأما بقية الأحاديث فقد ذكرها ابن الملقن في "البدر المنير" 9/ 584 - 588 وابن حجر في "التلخيص الحبير" 4/ 190، والألباني في "الضعيفة" (58 - 62) قال ابن الملقن: هذا الحديث غريب لم يروه أحد من أصحاب الكتب المعتمدة، وقال الألباني في "الضعيفة" (58): موضوع.

الصفحة 540