كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 4)

إليك شيئًا لم يعهده إلى الناس عامة؟ قال: لا، إلّا ما في كتابي هذا، قال: وأخرج كتابًا من قراب سيفه، فإذا فيه: "المؤمنون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده، من أحدث حدثًا فعلى نفسه ومن أحدث حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين". وهذا لفظ حديث أبي رحمه اللَّه (¬1).
"السنة" لعبد اللَّه 2/ 536 - 538 (1245 - 1248)

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا هشيم، نا مطرف، عن الشعبي، أنا أبو جحيفة قال: قلت لعلي رضي اللَّه عنه يا أمير المؤمنين، هل عندكم سوداء في بيضاء ليس في كتاب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ؟ قال: فقال: لا والذي خلق الحبة وبرأ النسمة ما علمته إلا فهما يؤتيه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ رجالًا في القرآن، وما في الصحيفة. قال: قلت: وما في الصحيفة؟ قال: فيه العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مؤمن بكافر (¬2).
"السنة" لعبد اللَّه 2/ 539 (1251)

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، قال: سمعت القاسم بن أبي بزة، يحدث عن أبي الطفيل قال: سئل علي -رضي اللَّه عنه- هل خصكم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بشيء؟ فقال: ما خصنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بشيء لم يعم به الناس كافة إلا كتابًا في قراب سيفي هذا، قال: فأخرج صحيفة مكتوب فيها: "لعن اللَّه من لعن والده، ولعن اللَّه من آوى محدثًا، ولعن اللَّه من ذبح لغير اللَّه، ولعن اللَّه من سرق منار الأرض" (¬3).
"السنة" لعبد اللَّه 2/ 539 - 540 (1253)
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد 1/ 122، والبخاري (1870)، ومسلم (1370).
(¬2) رواه الإمام أحمد 1/ 79، والبخاري (6903).
(¬3) رواه الإمام أحمد 1/ 118، ومسلم (1978) (45).

الصفحة 565