كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 4)

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا أسود بن عامر، حدثني عبد الحميد بن أبي جعفر -يعني: الفراء- عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يُثيع، عن علي -رضي اللَّه عنه- قال: قيل: يا رسول اللَّه، من نؤمر بعدك؟ قال: "إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أمينًا زاهدًا في الدنيا راغبًا في الآخرة، وإن تؤمروا عمر تجدوه قوَيًّا أمينًا لا يخاف في اللَّه لومة لائم، وإن تؤمروا عليًّا ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديًا مهديًا يأخذ بكم إلى الطريق المستقيم" (¬1).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي وأبو خيثمة، قالا: نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: خطبنا علي رضي اللَّه عنه فقال: من زعم أن عندنا شيئًا نقرؤه إلا كتاب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وهذِه الصحيفة -قال أبي رحمه اللَّه: صحيفة فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات- فقد كذب. قال: وفيها قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، من أحدث فيها حدثا أو آوى فيها محدثًا فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا، وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم". وزاد أبي في حديثه: "ومن ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل اللَّه يوم القيامة منه عدلًا ولا صرفًا" (¬2).
"السنة" لعبد اللَّه 2/ 541 - 542 (1257 - 1258)
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد 1/ 108، وفي "فضائل الصحابة" 1/ 284 (284)، ورواه البزار في "مسنده" 3/ 32 - 33 من طريق أبي إسحاق، به. قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 176: رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار ثقات. وضعفه الألباني في تعليقه على "مشكاة المصابيح" (6124).
(¬2) رواه الإمام أحمد 1/ 81، والبخاري (3172)، ومسلم (1370) (467).

الصفحة 566