كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 4)

قال: "حتى لا يبقى للَّه اسم يعبد".
قال الخلال: أخبرنا عبد الملك الميموني، قال: ثنا ابن حنبل قال: ثنا عباد بن عباد، عن مجالد بن سعيد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لتضربن مضر عباد اللَّه حتى لا يعبد للَّه اسم، وليضربنهم المؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة" (¬1).
قال الخلال: أخبرنا محمد بن علي أبو بكر؛ أن يعقوب بن بختان سأل أبا عبد اللَّه عمن قال: القرآن مخلوق؛ فقال: كنت أهاب أن أقول كافر فرأيت قول اللَّه: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [آل عمران: 61].
قال الخلال: وأخبرنا محمد بن داود، قال: ثنا حنبل، قال: سمعت أبا عبد اللَّه -وسأله ابن الدورقي- فقال: قد كنا نهاب الكلام في هذا، ثم بان لنا الحكم، يقول اللَّه في كتابه: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ} (¬2).
قال الخلال: وأخبرنا أحمد بن محمد بن مطر، أن أبا طالب حدثني أنه قال لأبي عبد اللَّه: قوم يقولون من إمامك في هذا؟ ومن أين قلت: إنه ليس بمخلوق؟ قال لي: الحجة ما أخبرتك، قال اللَّه تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ}.
قال الخلال: وأخبرنا أبو بكر المروذي، قال: سمعت أبا عبد اللَّه
¬__________
(¬1) تقدم ذكر هذه الطريق في تخريج الحديث السالف.
(¬2) رواها الآجري في "الشريعة" 1/ 507، ونص الرواية: قال حنبل: سمعتُ أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل، وسأله يعقوب الدورقي عمن قال: القرآن مخلوق؟ فقال: من زعم أن علم اللَّه وأسماءه مخلوقة فقد كفر، ويقول اللَّه تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} أفليس هو القرآن؟ فمن زعم أن علم اللَّه وأسماءه وصفاته مخلوقة فهو كافر، لا شك في ذلك إذا اعتقد ذلك، وكان رأيه ومذهبه، وكان دينا يتدين به، كان عندنا كافرا. وانظر: "طبقات الحنابلة" (2/ 553).

الصفحة 68