كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 4)

قال: سمعت ما قال الشيخ في القرآن؟ . فقلت: نعم.
قال: سبحان اللَّه! كأنما كان على وجهي غطاء، فكشفه عنه، أما سمعت قوله: إن أول الخلق القلم، وإنما خلق القلم بكلامه، وكان كلامه قبل خلقه، ثم قال لي: [تعلم أن واحد] (¬1) الكوفيين. واحد يعني: أنَّ لوينا أصله كوفي. (¬2)
قال الخلال: أخبرني عبد الكريم بن الهيثم العاقولي أن الحسن بن الصباح حدثهم أن أبا عبد اللَّه قيل له: إن لوينا قال: أول ما خلق اللَّه عَزَّ وَجَلَّ القلم، فأول الخلق القلم، وكلام اللَّه قبل خلق القلم، فاستحسنه أبو عبد اللَّه وقال: أبلغ منهم بما حدث (¬3).
قال الخلال: وأخبرنا عبد اللَّه بن أحمد إن أبي قيل له: إن لوينا [. . .] (¬4).
قال الخلال: وأخبرني عبد اللَّه في موضع آخر قال: قلت لأبي: إن لوينا محمد بن سليمان الأسدي يقول: أول ما خلق اللَّه القلم، واللَّه لم يزل متكلما قبل أن يخلق الخلق. فأعجبه هذا واستحسنه.
"السنة" للخلال 2/ 230 - 235 (1874 - 1887)

قال الخلال: قال عبد اللَّه: وحدثني أبي قال: ثنا وكيع، قال: ثنا الأعمش، عن أبي ظبيان -قال وكيع: هو حصين بن جندب- عن ابن عباس قال: إن أول ما خلق اللَّه من شيء القلم، فقال له: اكتب، فقال: يا رب، وما أكتب؟ فقال: اكتب القدر. قال: فجرى بما هو كائن من ذلك اليوم إلى قيام الساعة، ثم خلق النون فدحا الأرض عليها، فارتفع
¬__________
(¬1) طمس في الأصل، والمثبت من "الإبانة".
(¬2) رواه الآجري (388)، وابن بطة في "الإبانة" الكتاب الثالث (2/ 23 - 24) (216).
(¬3) رواه ابن بطة -الكتاب الثالث- (2/ 24 - 25) (217).
(¬4) قال محقق "السنة": بين المعقوفين سطر غير مقروء في (ص).

الصفحة 71